مقارنة غير عادلة بين درجات الحرارة المسجلة في مناطق المملكة، جعلت بعض إدارات التعليم تتراخى في إتخاذ قرار إلغاء أو تأخير الإصطفاف الصباحي، رغم موجة البرد القارسة الواضح أثرها على الأبناء داخل المدرسة، من خلال إنخفاظ مستوى نشاطهم عن المعتاد وبشكل كبير، ناهيك عن إمكانية التعرض لنزلة برد، ولست أجد مبرر لعدم إعمال النسبة والتناسب في درجات الحرارة بين المناطق، وأنَّ عدم الأخذ بذلك يعرض الأبناء في بعض المناطق، إلى عدم المساواة في إتخاذ الأجراءات اللازمة، لتجنيبهم الأذى المترتب على تعرضهم للموجة الباردة أثناء الإصطفاف الصباحي، ودعنا نتخيل معاً حجم معاناة رياض الأطفال والمرحلة الإبتدائية . من المهم جداً أخذ عملية النسبة والتناسب، بين درجات الحرارة طوال العام الدراسي، والعمل بذلك داخل كل إدارة تعليم، بِغضِّ النظر عن المقارنة الحاصلة حالياً، من خلال مناطق تعليمية تتعرض إلى درجات حرارة تلامس الصفر المئوي، ويعد هذا مبرراً لإتخاذ قرار إلغاء أو تأخير الإصطفاف الصباحي، وفي نفس الوقت مبرر لعدم إتخاذ ذلك القرار في مناطق أخرى، بِحُجة أنها لم تسجل درجات حرارة تصل إلى تلك المستويات، وكان من الواجب الأخذ في الإعتبار، أن تلك المناطق تمتاز بأجواء معتدلة صيفاً، بمعدل درجة حرارة يتراوح بين 25 ْ إلى 30 ْ، وفي حال إنخفاظها شتاءً مابين الصفر المئوي إلى 10 ْ، وعند حساب مقدار التغير والإنخفاظ في درجة الحرارة، نجده مابين 15 إلى 20 درجة مئوية، ونفس مقدار التغير هذا أجده في مناطق أخرى، تسجل صيفاً درجات مرتفعة تتراوح بين 40 ْ إلى مايقارب 50 ْ، وتنخفض شتاءً لتصل مابين 10 ْ إلى 20 ْ، وهذه المناطق لايأخذ في عين الأعتبار، تكيف أبنائها مع درجات الحرارة المرتفعة، وبالتالي فإن في حالة الإنخفاظ مابين 10 ْ إلى 20 ْ، تكون معاناتهم بنفس حجم معاناة أبناء المناطق، التي تسجل درجات حرارة تلامس الصفر، وذلك لتكيفهم مع درجات حرارة معتدلة صيفاً. أخيراً أقول درجات الحرارة طوال العام تلقي بأثرها على طبيعة الأبناء، من خلال تكيفهم ومقدار التحمل، لهذا الفارق في الدرجات صيفاً وشتاءً، ومن هنا أجد الأبناء في مناطق ذات درجات حرارة مرتفعة، يعانون شتاءً بما يوازي معاناة أبناء المناطق الباردة من خلال إعمال النسبة والتناسب.