دعا خبير مناخي، إلى رصد درجات الحرارة المحسوسة بشكل يومي، وبخاصة في المناطق التي تبلغ فيها أقل من صفر مئوية. وطالب عضو هيئة التدريس في قسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، كل من"الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ووزارة التربية والتعليم إلى"التنسيق فيما بينهما، والاتفاق على درجة حرارة محسوسة معينة ومحددة، عندما تصل إليها، يوجه مديري المدارس بشكل مباشر عبر رسائل موبايل، بضرورة إلغاء الاصطفاف الصباحي لذلك اليوم، حتى تكون الآلية منظمة ومقننة وغير خاضعة إلى الاجتهاد الشخصي أو الشعور بالبرد والدفء". وأوضح المسند، أن"درجة الحرارة المسجلة والمعلنة في وسائل الإعلام تختلف عن درجة الحرارة المحسوسة بواسطة جلد الإنسان، وهي الأهم، إذ إن شعور الإنسان بالبرد أو الحر يتوقف على عاملين: قيمة درجة حرارة الجو، وسرعة الرياح التي تساهم في دفع حرارة الهواء الملامس للجلد بعيداً عنه". ولفت إلى أن درجة الحرارة المحسوسة"لا تسجل من قبل الرئاسة العامة للأرصاد، إذ أنها تكون أقل من درجة الحرارة العادية"، مستشهداً بأنه"إذا كانت درجة الحرارة صفر مئوية، وسرعة الرياح 10 كيلومترات في الساعة، فدرجة الحرارة التي يشعر بها جلد الإنسان حقيقة هي تحت الصفر بثلاث درجات، وليست صفر مئوية". ودعا إدارات المدارس وبخاصة في المناطق الشمالية من المملكة والوسطى، إلى"إلغاء الطابور الصباحي، عندما يشتد البرد"، مبرراً ذلك بأن"معظم الطلاب والطالبات لا يتناولون وجبة الإفطار، لإعطائهم مزيداً من الدفء والطاقة. ودرجة الحرارة تكون في الحضيض وقت الطابور. كما أن أجواء الجزيرة العربية غالباً ما تكون جافة، ما يرفع معدلات خطورة البرودة، فضلاً عن أن خطر البرد يتعاظم مع وجود رياح في المكان". وأشار إلى أن التنبؤات الجوية عن الشتاء المقبل، تفيد وفقاً للموقع الأوروبي"ECMWF"، وطبقاً للنماذج العددية الرياضية إلى"احتمال زيادة هطول الأمطار في منطقتي الرياض والشرقية للشتاء الجاري، بمقدار يتراوح بين صفر إلى 50 ملم. ولا توجد مؤشرات محددة وواضحة لبقية المناطق. أما على صعيد درجة الحرارة في الشتاء، فالنتائج تشير إلى أجواء قد تكون حول معدلها العام الماضي، أو أعلى بنحو نصف إلى درجة مئوية". واستدرك المسند، أن"مناخ الجزيرة العربية وطقسها من الصعوبة والتعقيد بمكان التنبؤ به لفترات طويلة، إلا أن موسم الأمطار الذي يبدأ من تشرين الأول أكتوبر إلى أيار مايو، لا يكاد يخضع لنمط تكراري من الممكن معه استقراء المستقبل والتنبؤ بموسم رطب أو جاف". وشدد على أن"معظم المحاولات في هذا السياق ليست دقيقة، ولا موثوق بها، وإن صدقت مرة أو مرتين، فهي من باب المصادفة". لكنه حثّ الجهات المعنية، كإدارة الدفاع المدني، ووزارات التربية والتعليم، والصحة، والنقل، وغيرها إلى"التعاطي مع التنبؤات الجوية قصيرة وطويلة المدى بجدية". وقال:"عليها أن تأخذها بعين الاعتبار، فهي وإن أخطأت النماذج أربع مرات، فقد تصيب في الخامسة". وأشار إلى أن النماذج الحاسوبية العالمية"تعتمد على قراءة أكثر من أربعة آلاف محطة مناخية حول العالم، وتعتمد على معطيات رقمية لأقمار اصطناعية متخصصة، تتنبأ بأحوال الطقس الحالية، لتتيح للإنسان العادي والمسؤولپأن يتخذ القرار الصائب في الوقت المناسب، من أجل أن يتفادى عنصر المفاجأة".