تزامنًا مع قرب مرور الذكرى الأولى لحادثة خاشقجي، تسعى قطر، إلى استثمار تلك الحادثة بهدف زيادة الضغط على السعودية في هذا الملف، على إثر الخلاف الناشب بين البلدين منذ اندلاع الأزمة الخليجية (يونيو 2017م). وتتهم السعودية قطر بدعم وتمويل الإرهاب، الأمر الذي دفعها و3 دول أخرى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية معها، وهو ما حدا بالدوحة إلى تنفيذ حملات تحسين سمعة واسعة في العديد من الدول الأوروبية والغربية لنفي تلك الاتهامات، تزامن معها حملات تشويه استهدفت السعوديين على كافة المستويات. وبعد حادثة مقتل جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، قادت قطر حملة إعلامية واسعة بالتزامن مع الإعلام التركي، هدفت إلى تشويه السعودية ومحاولة ربط الحادثة بالرجل الثاني في الدولة (ولي العهد محمد بن سلمان)، في محاولة على ما يبدو للانتقام من خطوة عزلها على المستويين الخليجي والعربي. مصادر مطلعة ومتطابقة، تحدثت عن ملامح تحرك إعلامي قطري لاستثمار الذكرى الأولى لوفاة خاشقجي في قنصلية بلاده، وذلك من خلال عمليات تنسيقية مع عدد واسع من الإعلاميين سواء المقيمين على أراضي حليفتها تركيا (الدولة التي تشاركت معها الحملة الإعلامية في الثاني من أكتوبر الماضي) أو الصحفيين الأمريكيين المستفيدين من أموال التبرعات التي تنفقها قطر داخل الولاياتالمتحدة. وتعمل قطر من خلال حسابات وهمية الكترونية يقودها مقيم سعودي في كندا سبق وأن أعلن عن تأييده لتنظيم داعش الارهابي في مارس 2015م من خلال تغريدات عبر حسابه بتويتر ، وتدعي الحسابات أنها مخالفة لتوجهات الدول المقاطعة، وتسعى إلى استغلال مرور سنة على حادثة مقتل خاشقجي من خلال توزيع الأدوار لعناصر تلك الحسابات تتمثل في التنسيق مع المنظمات الحقوقية والنقابات الصحافية للقيام بوقفات احتجاجية أمام سفارات السعودية وقنصليتها في إسطنبول، وإنشاء وسوم يومية في موقع تويتر تتحدث عن مقتله وإطلاق بث مباشر في موقع تويتر لشخصيات صديقة وقريبة من خاشقجي. هذا وتحقق الولاياتالمتحدةالأمريكية، في تبرعات قطرية مشبوهة تلقتها عدد من جامعاتها تقدر ب1.4 مليار دولار، كان هدفها استمالة المراكز البحثية في تلك الجامعات، ودعم المواقف القطرية داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، لنفي اتهامات الدول التي قطعت علاقتها معها. وتفتح المعلومات الجديدة الخاصة بدفع قطر أموالًا لصالح استثمار الذكرى الأول لحادثة خاشقجي، الباب واسعًا أمام ملايين الدولارات التي تنفقها، بهدف التشويه الإعلامي لخصومها السياسيين وعلى رأسهم كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين، في ظل امتلاكها آلة إعلامية قوية، الأمر الذي تفتقره دولة مثل السعودية التي تحركت مؤخرًا بخطوات تصحيحية تسعى من خلالها إلى الانفتاح على العالم عبر العديد من المشاريع المدعومة من قبل الحكومة، أبرزها فتح التأشيرات السياحية لتغيير الصورة النمطية السائدة. وتنتقد الدول الخليجية والعربية التي قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، سلوك الآلة الإعلامية التابعة للدوحة، متهمةً إياها ببث خطابات التحريض وتبني خطابًا متطرفًا لا يتسق مع مبادئ حسن العلاقات ويساهم في زيادة التوترات في المنطقة، كما تطال الاتهامات سلوك قطر الداعم للإرهاب في العديد من دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وبعض الدول الأوروبية، ومنها إيطاليا التي ضبطت مؤخرًا صاروخًا تعود ملكيته إلى الجيش القطري وهي الحادثة التي لا تزال رهن التحقيقات.