كعادتها، أطلقت الدوحة أبواقها الإعلامية للتأثير على الرأي العام في قضية اختفاء المواطن جمال خاشقجي في إسطنبول، وخصصت "الجزيرة" عبر موقعها الإلكتروني وقناتها الفضائية مساحة كبيرة في ملف خاص تعبئه على مدار الساعة بالأكاذيب الملفقة، رغم أن ملابسات القضية مازالت غامضة ومن دون أي دلائل على الشائعات التي تروج لها. واستهجنت القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية بإسطنبول الاتهامات غير المسؤولة التي أدعتها مصادر مسؤولة تركية، مشيرة إلى أن كل من روج لقصة مقتل خاشقجي داخل السفارة، يتحمل المسؤولية القانونية لهذه الاتهامات غير المسؤولة والعارية من الصحة، ناهيك عن ما يتسبب به من ضرر كبير لأسرة المواطن من أنباء كاذبة بتاتاً. وتنتظر القنصلية العامة مشاركتها المعلومات التي تتوصل لها الجهات الأمنية التركية طمعاً في معرفة تفاصيل اختفاء مواطنها جمال خاشقجي، وترى القنصلية العامة أن تسريب المعلومات غير الصحيحة في قضية اختفاء مواطن سعودي تعقد من مسألة عودته سالما. وسارعت السلطات السعودية بإرسال وفد أمني ومحققين إلى إسطنبول للمشاركة في التحقيقات، حرصا منها على بذل كل جهودها كما هي دائما لمتابعة حالة مواطنيها في الخارج، ولا تقبل بأي مزايدة على جهودها في هذا الشأن. إن الادعاءات الكاذبة التي تروجها بعض الجهات، وتزامن بعض التصريحات في توقيت نشرها وبثها، يثير الريبة والشبهة في مغزى تلك الجهات وما إذا كان هناك معلومات غامضة في قضية اختفاء خاشقجي. ومن جانبه، قال اللواء أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري، إن قناة "الجزيرة" أداة لإسرائيل ولمن هم وراء إسرائيل، وجميع مواقفها ليست في صالح العرب، وإذا نظرنا إلى الكثير من المشاكل التي حدثت في المنطقة سنجد أنها بسبب قطر وسياسية قناة "الجزيرة" العدائية للدول العربية. وأضاف العوضي في تصريح خاص ل"الرياض" أن المملكة ومصر من الدول المعرضة من جانب قطر لاختلاق الأزمات واستغلال تلك المواقف لصالح دول معينة مثل تركيا وإيران، ومع ذلك لا تستطيع الدوحة ممارسة الضغط على الدول الكبرى كالمملكة ومصر، والجميع شاهد الموقف الكندي ولكن نتيجة للسياسية السعودية تُعدل الدول من مواقفها. وأوضح محمد حامد، الباحث المصري المتخصص في الشأن العربي، أن الإعلام القطري أخذ من قضية خاشقجي وسيلة للهجوم على الرياض، واستغل الذباب الإلكتروني القطري لتشويه سمعة المملكة بالإضافة إلى تحريض "العفو الدولية" و "الأممالمتحدة" لتصديق أكذوبة اغتيال جمال خاشقجي. وأشار حامد إلى أن الإعلام المحلي التركي لم يتناول القضية قط؛ لأن هذا الرجل ليس تركيا ولا يهم بدرجة أو بأخرى مشاكل ومشاغل المواطن التركي، أما الدوحة فتعتبر أنها في مباراة ملاكمة مع الرباعي العربي وتلعب بنظام النقاط، وبالتالي حاولت عبثا إحراج المملكة والإساءة لها ومحاولة تشويه صورتها وإلصاق هذه التهمة بها. ولفت حامد إلى أنه من مصلحة تركيا ألا تحول القضية إلى قضية سياسية، وأن تُبقي القضية في إطارها الجنائي البحت خاصة وأن أنقرة في حاجة إلى الاستثمارات السعودية لأنها تمر بأزمة مالية متعثرة والاقتصاد التركي ينزف، كما أن تركيا تدرك أن الإساءة للمملكة سيكون عواقبها وخيمة. وشدد محمود كمال، الباحث المصري المتخصص في الشأن العربي، على أن عملية اختفاء جمال خاشقجي مدبرة من قبل أجهزة استخبارات على رأسها قطروتركيا وإيران، مؤكدا أن تناول الإعلام القطري لهذه الحادثة يؤكد تورط الدوحة كالعادة لإلصاق التهمة بالمملكة العربية السعودية، كما حدث في مصر قبل ذلك في قضية مقتل الإيطالي "ريجيني"، وبالتالي الهدف من هذه العملية إحداث أزمة دبلوماسية للمتاجرة بها ووضع المملكة في حرج أمام المجتمع الدولي في ظل إجراءات اتخذتها القيادة السياسية من أجل تطهير الفساد ومواجهة أصحاب الفكر المتطرف ومنهم جماعة الإخوان المسلمين. Your browser does not support the video tag.