استهل رواق بكة النسائي موسمه الثاني تحت مظلة نادي مكة الثقافي الأدبي بأمسية تراثية أحيتها الكاتبة والمؤرخة وسيدة الأعمال السعودية الدكتورة هند صالح باغفار ، وتحدثت فيها عن العادات المنقرضة منذ مئات السنين في مكةالمكرمة ، وذلك مساء الثلاثاء 29/1/1440ه، في مقر النادي بالزاهر .. بدأت الأمسية بكلمة للمشرفة العامة على رواق بكة النسائي الدكتورة هانم ياركندي ، رحبت فيها بالحاضرات من النخب الثقافية والأدبية النسائية وفي مقدمتهن الأميرة نوفة السديري، وأشارت إلى ما قدمه (رواق بكة النسائي) خلال خمسة عشر عاماً من نشاطات وفعاليات أسهمت في تنمية الحراك الثقافي النسائي في مكةالمكرمة .. ونوهت الدكتورة ياركندي بتميز محاضرة الأمسية الدكتورة هند باغفار وما لها من اهتمامات ومنجزات في التراث السعودي عامة والمكي خاصة مما يجعل حديثها بالغ القيمة والثراء ، في موضوع نحتاج إليه لننقل هذا التراث الجميل من جيل إلى جيل .. بعدها قدمت مديرة الأمسية الدكتورة نجاة صائغ إضاءة عن سيرة حياة الدكتور هند باغفار وما تحمله من إيجابيات في العديد من المجالات .. ثم كان حديث الدكتور هند نافعاً ما تعاً ، حافلاً بالموضوعات عن تراث مكةالمكرمة العريق ، حيث كانت أم القرى في فترة من الفترات ، منبعاً للثقافة ومشعلاً للفنون ، غزت العالم بتيارات من النضج الفكري والمعرفي والثقافي والفني … واستعرضت المحاضرة بعض مفردات المعجم الثقافي والفني لمكةالمكرمة في القرون الماضية ، ومنها القيان ، والطبريات ، وهي طبقة مثقفة من النساء والرجال عرفت بين القرن السادس والثاني عشر الهجري .. و(الحبري) وهو لحن مصدره مكةالمكرمة ثم نسب إلى وادي محرم والطائف ، و(الجسيس) و(التثريب ) ، و(التزحيف).. كما استعرضت بعض العادات والاحتفالات المكية القديمة ومنها احتفال زفة العروس ، والاحتفال بالعقيقة ، والاحتفال بختان الأولاد ، والاحتفال بختم القرآن الكريم التي يكرم فيها الطالب والمعلم ، ويلبسون ملابس خاصة ، واحتفالات الأعياد الخاصة بالنساء وما فيها من غناء وشجن ، و( العيس ) وهو ماكنت تفعله النساء يوم التروية لحماية الدور من اللصوص ، حيث يلبسون لباس الرجال ويتجولن في الحارات .. وتناولت الدكتورة هند بعض العادات المنقرضة المتمثلة في الاحتفالات الدينية ، ومنها الاحتفالات بشهور السنة ، أول يوم رجب ، الإسراء والمعراج ، نصف شعبان ، والاحتفال بالمولد النبوي ، وأشارت إلى وجود تجاوزات وفسق في بعض هذه الاحتفالات وبخاصة أيام الدولة الفاطمية ، حيث تتم الاحتفالات الشيعية بعاشوراء وبالسيدة زينب.. كما شهد العصر العثماني احتفالات دينية ، منها عند قبر السيدة ميمونة ، وعند قبر السيدة خديجة ، وعند غسيل الكعبة .. كما كان هناك احتفالات بوداع الركب لزيارة المدينة ، حيث كانت الرحلة بين المدينةومكة شاقة ومخيفة ، وكان فيها قصائد مغناة للتسلية تسمى ( التدرية )، للتسلية في هذه الرحلة التي قد تستمر أسبوع .. ثم جاءت المحطة الأخيرة من هذه الأمسية مجالاً مفتوحاً للأسئلة والمداخلات، وقد شكرت الحاضرات لنادي مكة الثقافي الأدبي ورواق بكة النسائي مثل هذه الأمسيات الهادفة..