أنعشت الذكريات عن التراث الحجازي وعاداته وتقاليده وعن مناسباته التي ارتبطت بالروحانية والأناشيد الدينية والتراث الشعبي السعودي العتيق، أجواء الأمسية الأدبية التي نظمتها عضوات المجلس التأسيسي ل “جمعية الكلمة” بجدة، ضمن نشاطها الثقافي الاسبوع الماضي والتي تناولت موضوع “أغاني المناسبات”، واستضافت خلالها الروائية والباحثة في التراث الحجازي الدكتورة هند صالح باغفار وبحضور لفيف مميز من سيدات المجتمع. الأمسية بدأت بكلمة الكاتبة والناشطة نبيلة محجوب التي عرّفت فيها بالدكتورة باغفار قائلةً: “ضيفتنا الليلة قامة عملاقة كشجرة خرافية امتدت أغصانها وتنوعت ثمارها، برعت في الفن والأدب والصحافة والتراث وتمكنت بجدّها وإصرارها مدعومة بموهبة فذة أن تنسج حولها هالة من الضوء مبهرة للأعين المبصرة التي تستدل على الضوء المضيء، سيرتها زاخرة بالإنجازات المهمة والمتميزة، حيث انطلقت رحلة إبداعها من السبعينيات الميلادية وبالتحديد من محطة الصحافة، أي أن الموهبة انبثقت في زمن الكبار، لذلك حجزت ضيفتنا مقعداً في مقدمة الرعيل الأول للريادات النسائية التي عملت بالصحافة وأبدعت أدباً وتخصّصت في التراث، ضيفتنا الدكتورة هند باغفار أول سيدة في العالم العربي تحصل على الدكتوراة العلمية من الأكاديمية الدولية للمعلوماتية لدى هيئة الأمم المتحدة”. ثم تحدثت الضيفة المحتفى بها الدكتورة هند باغفار عن أغاني المناسبات مبتدئة بالتعريف عن شعر الحدري والمولد النبوي ثم الزيارة الرجبية واحتفال الكنيس والزار ثم المناسبات والأعياد والأغاني الخاصة بالعروسين ومناسبات الأطفال وغيرها، حيث ركزت خلال الأمسية على ألوان الأغاني الحجازية الشهيرة قائلةً: “عندما تساءلت عن أغاني المناسبات في المملكة وجدت أنها كثيرة جداً ومتنوعة لذا سأركز من خلال هذه الجلسة على أغاني المنطقة الغربية فمصادر الغناء نشأت من مدينتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وتفخر هاتان المدينتان أنهما مشتل النبوغ الفني في عصور الظلام”. كما تحدثت باغفار عن ما فرضه الاحتلال العثماني للعالم العربي في سنواته الأخيرة من عزلة كبيرة عن أهم مصادر التوعية والثقافة والإعلام ومن ضمن أكثر المجالات التي تأثرت بهذه العزلة كانت الفنون، وكذلك تحدثت عن الشعر وعن أغاني المولد النبوي والاحتفال بالزيارة الرجبية أو “الركب” والاحتفال بالمحمل يوم كسوة الكعبة المشرفة واحتفال الكنيس التي كانت تجرى في المدينةالمنورة وهو كنيس الحجرة النبوية والتي تقام في أول ذي القعدة وكانت له طقوس احتفالية وكذلك تحدثت عن الزار وأغاني الأعياد واختتمت الدكتورة باغفار الحديث عن أغاني ومناسبات الأطفال مثل العقيق والرحماني وتطرقت لاحتفال القرقعاني في الخليج وسيدي شاهين في مكة وسيدي شاهين في جدة وجميعها عادات قديمة يقوم بها الأطفال في 14 شعبان حيث يدقون المنازل لطلب العيدية لكسوة عيد رمضان واختتمت الأمسية بتكريم الدكتورة هند باغفار من قبل عضوات “جمعية الكلمة”.