بندر الزهراني إنجازات كرة القدم السعودية خلال حقبة الثمانينات والتسعينات ميلادية على مستوى المنتخب و الاندية لها فضل كبير في توجه كثير من الشباب آنذاك الى ممارسة الرياضة من خلال كرة القدم فالجيل الكروي السعودي في ذلك الوقت عمل بجد على نثر فنون اللعبة في الملاعب المحلية والدولية فساهم في تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة للعبة، فأصبحت كرة القدم رياضتنا الشعبية الاولى وذلك ادى الى تزايدهائل في عدد ممارسيها في ملاعب الأحياء (الترابية) التي انتشرت بشكل ملحوظ ،فساعدت في زيادة عدد المواهب التي استفادت منها الكرة السعودية، وبغض النضر عن المواهب والمنتخب والأندية، فإن الاعداد الهائلة الممارسة للعبة كانت تعبر عن حراك رياضي شعبي كان يستند الى حماس مستمد من الابداع المشاهد في ملاعبنا، ولكن الاستمرار في الممارسة كانت نقطة سلبية ناهيك عن التوقف كليا حتى عن ممارسة المشي، في اشارة واضحة الى حراك قصير المدى بالنسبة للفرد يعود لنظرة قاصرة في فهم العلاقة بين الرياضة والصحة . والمتابع للمشهد الرياضي الحالي يجد تنوع في الرياضات الممارسة، واصبح هذا التنوع ثقافة موجودة لدينا مثل العاب الدفاع عن النفس ( الكاراتيه والتايكوندو والجودو) التي تمارس في كثير من المراكز الرياضية الخاصة ،والتي تشهد أقبال كبير من الأطفال والمراهقين والتي ترسم صورة واضحة تبين نمو ثقافة ممارسة الرياضة لدى أولياء الأمور، وفهم أهميتها ومعرفة فوائدها التي تعود على صحة أبنائهم البدنية والعقلية والنفسية ورفع مستوى الثقة بالنفس ، وهناك مراكز وصالات بناء الاجسام التي أصبحت منتشرة على مستوى مناطق المملكة، والتي من خلال التجربة والانتقال الى مراكز مختلفة وجدت فئات عمرية متنوعة تمارس هذه اللعبة وبأعداد كبيرة ،ورغم الممارسات الخاطئة – استخدام المنشطات – الا ان الغالبية العظمى تمارسها حفاضا على صحة الجسم وزيادة القوة والتحمل، والحفاظ على الصحة اصبحت ثقافة لدى الممارسين للرياضة في مجتمعنا اليوم، تدفعهم بقوة للاستمرار بمزاولة الرياضة والتغلب على بعض الصعوبات التي تعترضهم في عملية الاستمرار مثل قلة عدد المراكز الرياضية ذات الجودة، والضغط الهائل في عدد المشتركين، وارتفاع قيمة الاشتراكات، وفي الجهة المقابلة نرى كثرة في المراكز الرياضية ذات جودة متدنية في نوعية المدربين والتجهيزات لا تساعد على عملية الاستمرار، وللهيئة العامة للرياضة دور مميز داعم للرياضة المجتمعية ،والتي هي جزء مهم من رؤيتها التي تهدف لتوسيع قاعدة ممارسي الرياضة في المملكة بشكل منتظم أسبوعيا ،ورفع النسبة الحالية 13% الى 20% بحلول 2020وذلك سعيا منها الى الحد من انتشار بعض الامراض التي تعزى الى قلة الحركة كالسكري والسمنة ، وساهمت الهيئة العامة للرياضة بمبادرات عدة تم اعتمادها في رؤية 2030تهدف الى زيادة عدد المشاركين في الأنشطة الرياضية بواقع مليون مشارك منتظم خلال الخمس سنوات القادمة، وذلك إيمان منها بالعلاقة المطردة بين رياضة المجتمع ومجتمع صحي بدنيا ونفسيا .