د/ سلمان حماد الغريبي وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان...! رجالٌ . . . صدقوا ما عاهدوا الله عليه رجالٌ . . . بذلوا الغالي والنفيس من أجل الوطن والمواطن ، وخدمة ضيوف بيت الله الحرام رجالٌ . . . قمة في الأدب والاحترام والعطف والخوف من الله رجالٌ . . . يسهرون على راحتنا ، ونحن نغط في نوم عميق رجالٌ . . . وهبهم الله الشهادة . . والدفاع عن الوطن . . وشرف خدمة بيته وعباده رجالٌ . . . يدٌ على السلاح يحاربون في الحد ، ويدٌ يخدمون بها حجاج بيت الله ، ويحافظون على الأمن في الحرم... فبالأمس القريب شهدنا . . وشاهد العالم بأسره أحد هؤلاء الأبطال الذين يرفعون الرأس وهو يخلع نًعله أكرمكم الله ويُلبسهُ لحاجةٍ من ضيوف بيت الله مُعدمةٌ فقيرةٌ حافيةُ القدمين في جو حار ، وأرض ملتهبة كالنار... فأيّ أخلاق أنتم فيها أيها الرجال الأوفياء الأبطال...! واليوم نشاهد صاحب خلق وأدب رفيع ، وهو يدافع عن أمن هذا البلد ، ويطلب إثبات بكل أدب واحترم دون الالتفات لما يدور حوله من مهازل وابتزاز وهو واثق من نفسه واقفاً بكل أدب واحترام معتزاً بالأمانة التي حُمِل إياها دون مساس بشعور الآخرين وهي من صميم عمله... فأيُّ رجال أنتم يا أبطال . . . ! أنتم صقور الجو ، وأسود ونمور الأرض ، وحافظين بعد الله الأمن . . فو الله كل الكلمات تعجز مهما وصفت عن التعبير عن مدى فخرنا واعتزازنا بكم ، وتقديرنا لكم ؛ لما تبذلونه من تضحيات في الحد ساحات البطولة والشرف ، وخدمات جليلة في ساحات الحرم . . . وإنّها لتغرس في قلوبنا جميعاً المعنى الحقيقي لهؤلاء الأبطال في حبهم لوطنهم ، وولائهم لقياداتهم ، وإننا _ والله لنفخر بكم جميعاً ؛ لوفائكم . . وحماية تراب وطنكم . . ورفع راية التوحيد عالية في عنان السماء . . ونُكن لكم كل الحب والتقدير والعرفان ؛ لخدمتكم . . وأدبكم... وعطفكم . . ودماثة خلقكم في خدمتكم . . وتأدية لواجبكم . . ضاربين أروع الأمثلة وأجملها في التضحيات والتفاني ، والخدمات الجليلة التي تقدمونها في الحد وفي الحرم دفاعاً عن دينكم ووطنكم وحفاظاً على أمننا وأماننا واستقرارنا وخدمة لضيوف بيت الله الحرام . . فلن نوفيكم ولو بجزء بسيط من حقكم مهما كتبنا ، وسطرنا ، ويعجز اللسان والقلم مهما كان اللسان بليغاً ، والقلم صادق وسريع عن إعطائكم هذا الحق على أكمل وجه من المدح . . والثناء . . والشكر . . فكل هذا أكبر من أي كلمات وجمل وأوصاف تُقال وتُكتب وتُرسم وتنشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي . . . أنتم . . . يامن تحمون الحدود ، وتردعون كل معتدٍ حقود... يحاول المساس بحدنا أو تعكير صفو حياتنا . . فالله معكم يحفظكم ، ويحميكم ويرعاكم ، ويسدّد رميكم ، ويرى ويسمع أفعالكم وأقوالكم وأخلاقكم مع عباده بجوارِ بيتهْ ؛ لأنكم مرابطون . . ورباطكم أعظم وأشرف على الحدود والثغور ، وحماية للبيت وخدمة لضيوفه فقد صح عن النبي صلّ الله عليه وسلم قال : " رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " . فهنيئاً لنا بكم أيها الأبطال الأشاوس في الحد والحرم . . يا فخر كل مسلم وعربي وسعودي وخليجي . . يامن جادوا بأرواحهم ، ودمائهم ، وراحتهم رخيصة دفاعاً عن مقدساتنا وبلادنا ، وخدمة لضيوف بيت الله الحرام .. جعل الله هذا في موازين حسناتكم ، وأثابكم ورفع قدركم ، وسدّد رميكم ، وبارك سعيكم ، ووفقكم لنصرة الدين وحماية الوطن ، وجعلكم ذخراً لوطنكم وقيادتكم وأهلكم ولكل حُرٍ أبي صادق أمين. ■وأخيراً■: أرفعوا الأكف بالدعاء في هذه العشر الأيام الطيبة المباركة بأن يكتب الله لهؤلاء الأبطال النصر والتمكين والأجر والثواب من ربّ العباد ، ويثبت أقدامهم ، ويزلزل الأرض تحت أقدام أعدائهم ، ويجازي من يخدمون حجاج بيت الله الحرام خير الجزاء لما يقدمونه من أعمال أمنيّة ، وخِدميّة ، وإنسانية ، ويجعل عملهم هذا خالصاً لوجهه تعالى... اللهم أرنا جميعاً الحق حقاً وأرزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا اجتنابه ، وآت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها ، وحبب إلينا الإيمان ، وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، وأجعلنا يا الله من الراشدين ومن الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.