د/سلمان حماد الغريبي شهر يطُل علينا أحبتي في كل عام… فاستقبلوه بكل محبة وبلا مشاحناتٍ أو خصام… من هيبته كلنا في طاعة دائمة والتزام … به الخير كثير كثير وأكثرنا نيام دون اهتمام… ومن قناة لقناة يتنقلون وقد أضاعوا صلواتهم والصيام… بين مسلسلات هابطة وأغاني منحطة وأفلام… وأُمتنا مازالت تغط في نومٍ عميق وتزداد تمزقاً وتفرقةً وانقسام… وأعداؤنا يتربصون بنا ليجعلونا هياكل عظام… وأحلامنا وأمانينا تبخرت وصارت كلام في كلام… فيا…أمتي فيقي فنومك طال فليس هناك بوادر سلام… ويارب…اكشف الغمة عنا وانصرنا بعونك وقوتك في شهر الصيام وشهر القيام. فرمضان أقبل ياأحبتي فاستقبلوه كما يجب بنية صادقة صافية نقية للتوبة والإصلاح والصلاح ورفع شأن الأمة الإسلامية للعُلا والإبتعاد عن الكذب والنفاق والتخاذل والخراب والدمار…واستقبلوه بكل حب وودٍ وعبادةٍ خالصة لوجه الله بلا خداع أو رياء… ففي كل رمضان نقلب أوراق عامٍ مضى ونجلس مع النفس جلسة مصالحة وحب وود ووفاء وسلام ونحتكم للضمير ونضع نصب أعيننا مخافة الله وهو معنا ينصرنا ويحمينا سميع بصير وهو على كل شيئ قدير… نحاسب أنفسنا بهدوء عن مافعلنا وما بَدَرَ منا وماأخذنا وماأعطينا لنستقبل رمضان بقلوب صافية ونقية وأوراق ناصعة البياض وضمائر من النفاق والرياء نقية وهنية وزكية بعيدة كل البعد عن الكذب والخداع… وللنظر من اتجاه آخر إلى إخوان لنا مسلمين عرايا جائعين مشردين مرضى ومكلومين ونمد لهم أيدينا بكل الحب والأخوة والتواضع والوفاء ونتعاون للتخفيف عنهم بكل صدق وإخلاص فلا تكفيهم منا نظرات أعين حسرة عليهم ولا دعواتنا ونحن بعيدين عنهم ولا دموعنا وهم يئنون ألماً وحسرةً على ماأصابهم من قهر وظلم وحرمان…! ففي رمضان حاول أن تقف مع نفسك برهةً وتحاورها من أعماقها وتعتذر عما بَدَرَ منها وعنها فنحن في سيد الشهور شهر التوبة والغفران وفتح أبواب الجنة وإغلاق أبواب النار بضبط النفس كي تكون عوناً لنا على تجاوز أي خطيئة في حقنا وحق غيرنا… وها هي أمتنا الإسلامية تستعد هذه الأيام لاستقبال شهر رمضان شهر الخير والفلاح والفوز والنجاح نعمة عظيمة أنعم الله بها علينا وخصنا بها كمسلمين دون غيرنا من الأمم محملة بالبركات والغفران وكثير من العطايا من خزائن الرحمن وفوز بجنة ونجاة من النار شهر تزكى فيه النفوس من الشوائب وماعلق فيها من شقاق ونفاق وسوء أخلاق ونوحد فيه صفوفنا كما نصطف في صلواتنا صفوفا متماسكة كالبنيان يشد بعضه بعضاً…كي نرتقي بأنفسنا إلى أعلى الدرجات من الإيمان روحاً وسلوكاً وخلقاً بنية صافية وتسامح وعفو عن الناس قبل بدء موسم الخيرات موسم شهر رمضان بالبعد عن المشاحنات والخصومات وعقد العزم على ذلك وبر الوالدين أحياءً وأمواتً بالتقرب لهما والإحسان إليهما وطلب العفو منهما عن اي تقصير حصل دون قصدٍ منا والدعاء لهما ان هما عن هذه الدنيا رحلا وان لاتمر هذه الأيام والساعات دون ان نستغلها ونعمرها في طاعة الله ورضاه فالعمر قصير والأجل محتوم لامحالة وإنا إلى ربنا راجعون طال الزمان او قصر وعلينا بالتوبة والإستغفار فالله رؤوف رحيم غفار يقول في سورة الزمر:{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}صدق الله العظيم. ■وأخيراً■: فلنحمد الله جميعاً على أن أمد لنا في أعمارنا ويبلغنا رمضان إن شاءالله ونحن في أحسن حال…فكم من قلوب إشتاقت لرمضان فأدركته وكم قلوب رحلت عنا وودعته فااللهم ارحمهم برحمتك وعافهم واعفو عنهم بعفوك وكرمك واجعل الفردوس الاعلى مسكنهم مع النبيين والصالحين والشهداء وحسن ألئك رفيقاً… وهنيئاً لمن كانت كل أيامه ولياليه رمضان وإستغفار لصالح الاعمال والطيب من الأقوال والأعمال… فالحمدلله على كل حال في جميع الأحوال وأن يبلغنا والامة الإسلامية رب العزة والجلال رمضان لافاقدين ولا مفقودين ونحن جميعاً ننعم بصحة وعافية وسلامة وأمن وأمان ونصر مؤزر وراحة بال… انه ولي ذلك والقادر عليه.