كما هو معلوم لدى الجميع بأن العشر الثانية من هذا الشهر الفضيل هي ما تسمى عشر المغفرة مع أن كل أيام الله سبحانه وتعالى مغفرة لأنه جل وعلا هو الغفور والعفو سبحانه وتعالى ولكن لكي ننعم بغفران الله عز وجل وعفوه لابد أن نوصي بعضنا البعض بتجديد التوبة والرجوع الى المولى تعالى ونتوب من كل ذنب اقترفناه في حياتنا، مع ان الله تعالى يريدنا أن نتوب ونرجع اليه، وعلينا الا نيأس أبداً من عفو الله ورحمته التي وسعت كل شيء والله جل وعلا يقول في محكم التنزيل (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى) وهذا وعد صادق من الملك الذي لا يخلف الميعاد. كما ان المولى عز وجل وعد كل عاصٍ اذا تاب الى الله جل وعلا في الأعمال الصالحة بأن يبدل مكان سيئاته حسنات (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات). فهنيئاً لمن فاز بغفران الله وهنيئاً لمن سيتوب ويستغفر من ذنوبه. فهاهو رب العزة يقول (وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين). فيا ايها المحسن دم على طاعتك واحسانك ويا أيها المسيء وبخ نفسك على التفريط ولمها.. فإذا خسرنا في هذا الشهر متى نربح؟! إذاً علينا ان نستدرك ما بقي من هذا الشهر الفضيل فإنه أشرف أوقات هذا الدهر، ولنعلم جميعاً اننا مسؤولون عما نضيعه من أوقات من أعمارنا فهل قضيناها في طاعة الله وذكره وتلاوة كتابه أم قضيناها فيما لا يعود علينا بفائدة، وصدق رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه القائل : (اغتنم خمساً قبل خمس : حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك). أحبائي اننا لا نعرف قدر وقيمة نعمة الحياة والصحة والفراغ والشباب والغنى الا بعد زوالها وفقدها مع الأسف الشديد، فلنغتنم فرصة وجودها، ولنستدرك ما بقي من شهرنا ولنستيقظ من غفلتنا، وعلينا ان نجعل ما بقي من هذا الشهر الفضيل بل وأحسن مما فات ولنتذكر قول الهادي النذير صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) وفي رواية (من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). اذن من أراد الفوز بالجنة والنجاة من النار فما عليه سوى استغلال وقته وصحته وماله في هذا الشهر المبارك خاصة في طاعة الله تعالى والتقرب اليه، فلعل الواحد منا يكون هذا الشهر آخر رمضان يعيشه فيكون ممن أعتق فيه من النار، فحذارٍ من التسويف والتفريط فلم يعد في العمر بقية. فبالأمس كنا نستقبل رمضان وهانحن في النصف الثاني منه ونودع اسبوعين منه ويا أمان الخائفين. همسة: (اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه).