عبدالمحسن محمد الحارثي كَثُرت كِتابات أعداء الأُمّة السعوديّة من الداخل والخارج ، وتفنَّنوا في سرد سمومهم ، على جميع الأصعدة ، وبمختلف الأشكال والألوان التخبيبيّة ومن كُل الأجناس الحاقدة المُخادعة المُظللة ، سواء كانت على صورة دس السُّم في العسل ، أو بعض التغريدات المشبوهة ،أو عن طريق الرسوم الكريكاتورية ،والذين يصطادون في الماء العكر ، ويستثمرون كُل المواقف ، في سبيل تأجيج الرأي العام ، وكثرة الدوي تسحر الألباب ، إلا من وضع نصب عينيه مقولة الفاروق عُمر – رضي الله عنه- إذْ قال ( لستُ بالخبِّ ولا الخبِّ يخدَعُني). فمهما تكن ذكيّاً وداهية ؛ اعتبر نفسك مخدوعاً ؛ لأنه لا أحد يخدعنا ، بل نخدع أنفسنا بطيبة زائدة ، أو لا مبالاه للواقع الذي نعيشه ، وبالحرب الباردة التي داهمت هواتفنا ليل نهار … قال تعالى:( وإنْ يُريدوا أنْ يخدعُوك فإنّ حسبك الله). يكفيك اللهُ فيهم إذا استعذت منهم ولم تلتفت لما يقولون ، ولم تساعدهم في نقل تخبيبهم للآخرين. يقول الشاعر ( أبو العلاء المعرّي): قلّ الثِّقات فما أدري بمن أثِق @ لم يبقَ في النّاس إلّا الزور والملقُ. إنّ المُخادعين سلاحهم البُغض ، وهو سلاح الضُّعفاء ، وانتقام الجُبناء الكارهين لهذه البلاد وأهلها .. فلنحذرهم ولا نسمع لهم… فلا يُخدع من يعلمُ أنهُ خُدِع. . وليحذر من المفسدين الذين يسعون في الأرض فساداً.. قال الشاعر: وما أنا بالخبِّ الختور ولا الذي @ إذا استودع الأسرار يوماً أذاعها. يقول محمد – صلى الله عليه وسلم-:( آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف، وإذا اُئْتُمِنَ خان). فالمنافق المُخادع ؛ كذّاب ، مُخلف للوعد ، خائن في قوله وفِعله. قال تعالى : ( إنّ ربّك لبالمرصاد). فحذارِ من خِداعهم ومكرهم.