تناولت ديوانية الراجحي الثقافية البارحة، الرياء والنفاق وأثرهما السلبي على الفرد والمجتمع، وجزاء المنافقين في الدنيا والآخرة، وحذر المشاركون في الأمسية من وقوع الإنسان فيهما دون أن يدرك. وشرح الدكتور غسان القين الرياء والسمعة واثرهما في الحياة، مشددا على أهمية أن يقبل المرء على العلم لأنه السبيل للعبادة والتقرب من الله عز وجل لان من لا يعلم لا يستطيع مواكبة العلم الحديث. وعرج القين للحديث عن المنافق الذي يظهِر خلاف ما يبطن، وأنه يتصف بالإسلام ولا يعمل به. وسمي منافقا لإظهاره غير ما يضمر، مشيرا إلى أنه ورد عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: آية المنافقِ ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان.وقال القين «وعن عبدالله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاقِ حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر. فأخبر عليه الصلاة والسلام أن من جمع هذه الخصال كان منافقا، مشيرا إلى أن سورة المنافقين نزلت في تصديق زيد بن أرقم وتكذيب عبدالله بن أبي بن سلول. وأوضح القين أن الرياء هو طلب ما في الدنيا بالعبادة، وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس، ويشمل أمورا عدة، منها أولا أنه يريد الحياة والثناء، وثانيا أنه يأخذ هيئة الزهد في الدنيا، وثالثا الرياء بالقول بإظهار السخط على أهل الدنيا وإظهار الوعظ والتأسف على ما يفوت من الخير والطاعة، ورابعا إظهار الصلاة والصدقة أو تحسين الصلاة لأجل رؤية الناس أنه يصلي، أي إظهار الجميل ليراه الناس لا لاتباع أمر الله، والمرائي هو الذي يري الناس أنه يصلي طاعة وهو يصلي تقية؛ أي أنه يصلي ليقال إنه يصلي، مبينا أن الفرق بين النفاق والرياء أن النفاق أعم وأشمل من الرياء؛ لأنه يشمل الرياء وغيره. والرياء يعتبر صفة من صفات المنافقين. وذكر بكر العمري أن العذاب الأليم ينتظر المنافقين لقوله تعالى: (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) (النساء: 138) وكذلك جزاء المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار؛ لقوله تعالى: (إن المنافقين في الدرك الأسفلِ من النار ولن تجد لهم نصيرا) (النساء: 145) وجزاؤهم أيضا جهنم؛ لقوله تعالى: (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم) (التوبة: 68) وقوله تعالى: (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) (النساء: 140).