حذر مفتي عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من بعض معبري الرؤيا ومفسري الأحلام ومدعو الرقية الشرعية والمحتالين. ووصف المفتي هؤلاء في خطبة الجمعة بالجهل والكذب والخداع وإيهام المرضى ليحصلوا منهم على الأموال. وأكد آل الشيخ أن الأفضل للمسلم أن يرقي نفسه، مبينا أن معبر الرؤيا ومفسر الأحلام الذي يتبع الأسلوب الشرعي لا يغلق الباب أمام الناس. وفي ذات السياق، قال القاضي السابق والمحامي محمد الجذلاني في حديث خاص ل"العربية" أن هناك تنظيما في المملكة منذ عدة سنوات لموضوع منح الإذن لمن يرقي الناس بشكل علني، ولكنه ليس كاف ولا يجمع الرأي الشرعي والقانوني. وقال إن ظاهرة الرقية الشرعية في السعودية انتشرت، مشيرا إلى جهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمنع هؤلاء الدجالين. وأبان الجذلاني أن بعض الرقاة أحيلوا إلى القضاء بتهمة قضايا تتعلق بالتحرش، فضلا عن قضايا غير أخلاقية مع بعض النساء. وحذر الجذلاني من فتح باب الرقية الشرعية على مصراعيه، معتبرا أنه سيكون بابا للشرور والمنكرات وأكل أموال الناس بالباطل. وأكد على أن للرقية ضوابط شرعية لايجب الخروج عليها حتى لاترتبط بالأمور الشركية غير الواردة في الكتاب والسنة. وبحسب الجذلاني، لابد أن يكون الرجل الراغب في الرقية على دراية كاملة بسجل الشيخ الراقي وتاريخه، وهل هو ممن عرفوا بالإصلاح، وهل دخل هذا المجال حبا للناس، وهل بعض الناس أحبوا تلك المهمة كمصدر دخل نظرا لعدم وجود وظيفية يتكسب من خلالها. وفيما يتعلق بعدم وجود عيادات خاصة للرقية الشرعية على غرار العيادات النفسية، أوضح أن هذه المسألة يحكمها عدة أمور، وعلى رأسها أنها تحتاج إلى فتوى شرعية، خصوصا أن موضوع تلقي المال نظير الرقية، محل خلاف بين العلماء. وشدد القاضي السابق، على أن الرقية من الأمور الثابت جدواها، ولها فضل في شفاء الكثير من الأمراض. يذكر أن عددا من قضايا المحاكم في السعودية، ظهرت فيها ادعاءات براءة بعد ثبات التهم بسبب "مس الجن"، أو السحر. ووقعت أبرز تلك القضايا قبل أشهر عندما قال أحد القضاة في المدينةالمنورة بعد اختلاسه أراض وأموال أن فساده بسبب السحر. وعن ذلك قال الكاتب الصحافي محمد السحيمي في تعليق على "العربية"، نحن نجني ثمرات ثقافة جاهلية متجذرة في البعض رغم أن الإسلام قضى عليها وغير الأمور رأسا على عقب، متسائلا لماذا تروج هذه الثقافة بيننا، والقرآن بين أيدينا.