حذّر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من بعض معبري الرؤيا ومفسري الاحلام، ومن يدعون الرقية الشرعية، ويحتالون على الناس بالباطل، ووصفهم بأنهم جهلاء وكذابون ويخدعون الناس، ويوهمون المرضى بأشياء ليست فيهم، ليحصلوا منهم على الأموال ويجعلونهم يتبعوهم لأشهر عديدة يستنزفونهم ماديًا، وقال سماحته: إن معبر الرؤيا ومفسر الأحلام الحق الذي يتبع الأسلوب الشرعي، لا يغلق الباب أمام الناس، وكذلك من يعملون بالرقية الشرعية، وهم لايعلمون عنها شيئا، وقال المفتي العام: إنه من الأفضل أن يرقي المسلم نفسه. جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بالجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم بوسط الرياض، وخصصها للحديث عن الامور التي تحزن الإنسان وتجعله يصاب بالحزن والأسى، وأورد منها من يرون رؤى موحشة، وقال إن الأحلام ثلاثة منها بشرى من الله، ومنها أحزان من الشيطان، والثالثة ما يتأثر الانسان به من حديثه نهارًا، وايضا ما يحزن المسلم إذا ابتلي بمرض في بدنه أو خسارة مادية في تجارته، وإذا أصاب قريب له مكروه، او الابتلاء في ذهاب أحد أبناء أسرته، وأضاف سماحته قائلا: إن الإسلام عالج الحزن بعلاج إيماني بأن يلجأ المرء إلى الله ويبتهل إليه بالدعاء أن يخفف عنه حزنه وهمه ويهون عليه مصيبته، وأن يصبر ويحتسب، ويرضى بقضاء الله وقدره، لا كما يلجأ بعض ضعاف البصائر الذين يقدمون على الانتحار، والتخلص من الدنيا، لأنهم لا يرجون حسابًا، أما المسلم فإنه أمام المصائب والابتلاءات ولو عظمت وتكاثرت فإنه يصبر ويحتسب، وعليه أن يكون واقعيًا في تعاملاته مع الأحداث والأزمات والملمات، التي لا تخلو الدنيا منها، وأن يأخذ بالأسباب النافعة التي تعينه على تجاوز هذه الأحداث، فلا يستسلم لهموم ولا لأحزان فإن أصابته مصيبة صبر وإن أصابه فرج شكر. وقال المفتي العام: مما يؤثر على المجتمع المسلم ما يتعامل به بعض معبري الرؤى ومفسري الأحلام، فكثير من هؤلاء لا علم عندهم، عن تعبير الرؤى وهو علم حق، ولكن هؤلاء بلا علم ويعبرون عن جهل، ويجيبون عن أمور أجوبة قد تضفي الحزن عليهم وعلى بيوتهم وأسرهم، فيدعون أن هذا مصاب بسحر أو بمس أو بعين، ويسدون عليه الأبواب، فهؤلاء دجالون افاقون لا يتقون الله، وأضاف قائلا: المعبر الحق هو الذي يعبر بعلم، وبأسلوب شرعي حكيم، لا يغلق الأبواب أمام الناس ويلجأ إلى الأهواء، وتعرض سماحته إلى من يعملون في مجال الرقية الشرعية وقال: إن ما يسلكه بعض الرقاة الشرعيين ممن يتولون رقية المرضى، ويزعمون أن المريض ممسوس أو مسحور أو معيون وأن علاجه يحتاج إلى شهور عديدة، ثم يقومون خلال هذه الفترة بابتزازه فيبيعون عليه الماء المقروء عليه بأثمان مضاعفة، ويصيبونه بالهم والحزن من مرضه، ويدعون أكاذيب وأباطيل يخدعون بها الجهلاء، وقال سماحة المفتي: إن أفعال هؤلاء تخالف الشرع، وأكد أن العلاج بالقرآن حق، ففيه شفاء للناس، وأن الرقية الشرعية حق وورد فيها من الآيات والسنة فعلينا أن نتبع ما جاء عن رسول الله، وحذر سماحته من الرقاة والمعبرين المرجفين الذين يصيبون الناس بالأوهام ويستخدمون الأباطيل والخرافات، وقال: إن هؤلاء دجالون كذابون يأكلون أموال الناس بغير حق، وعليهم أن يرجعوا عن غيهم ويتوبوا إلى الله.