يستيقظ "العم عويض"، وهو كبير أحد الأحياء في جنوبالمدينةالمنورة، فجر العيد، ليبدأ يومه بالصلاة مع الجماعة، ثم يفتح أبواب منزله بعد الصلاة؛ ليستقبل ضيوف وأهالي الحي، وسرعان ما يختفي هؤلاء الزوار بعد الساعة العاشرة صباحاً، بعد أن كان يستمر الاستقبال لساعات طويلة؛ ذلك في عادة دخيلة على المجتمع خلال السنوات الماضية تسمى بالموت الجامعي "الغيبوبة الجماعية". و"الغيبوبة الجماعية" مصطلح ساخر اخترعه السعوديون للسخرية من سهرهم وإرهاقهم ليلة العيد، وهو خلاف للمتعارف عليه أن تكون الاحتفالات وتبادل التهاني من بعد وقت صلاة العيد حتى إلى ما بعد اجتماع الأهالي لوليمة الغداء؛ حيث تأتي حينها لحظة "الغيبوبة الجماعية" لتصبح المدن خالية، وكأنها مدينة أشباح. و"العم عويض" هو واحد من مئات كبار السن الذين تغضبهم "الغيبوبة الجماعية"، ففي العيد يجتمع المسلمون مع بعضهم، فرحين بأن بلغهم الله هذا اليوم، فتنطلق مسيرة التواصل بين أفراد المجتمع، وتختلف عادات وتقاليد العيد بين الماضي والحاضر؛ حيث اعتبر البعض أن العيد تحوّل من أيام إلى ساعات عند البعض، أما الآخرون فما زالوا متمسكين بالعادات والتقاليد السابقة، خاصة في القرى والمحافظات. وفي وقتنا الحاضر تغيّر العيد، فالبعض يكتفي بالتواصل مع الآخرين عن طريق أجهزة الاتصال أو مواقع التواصل الاجتماعي، وتبقى الشوارع تبحث عن عابريها لا تجد حركة أو كثافة كباقي الساعات سوى في العيد أو في الأيام الأخرى. "الغيبوبة الجماعية" لم تفوّت مواقع التواصل الاجتماعي هذا اليوم؛ حيث سجّلت في "تويتر" ترند عالمياً شارك فيه العديد من المغردين بصور فكاهية، ومقاطع مضحكة، إلا أن واقع هذه الغيبوبة مؤلم عند كبار السن خاصة في هذه المناسبة العظيمة.