يحتفل المسلمون هذه الأيام بالعيد، تلك المناسبة العظيمة، ففي العيد، وتبعاً لتعاليم الدين الاسلامي وباختلاف العادات والتقاليد، يجتمع المسلمون مع بعضهم البعض، فرحين أن بلغهم الله هذا اليوم، فتنطلق مسيرة التواصل بين أفراد المجتمع، وتختلف عادات وتقاليد العيد بين الماضي والحاضر، حيث اعتبر البعض أن العيد تحول من أيام إلى ساعات عند البعض، أما الآخرون فما زالوا متمسكين بالعادات والتقاليد السابقة، خاصة في القرى والمحافظات. العيد في الماضي بعد أن تنتهي صلاة العيد يتوافد المصلون من طريق واحد، ويقومون بالتزاور فيما بينهم، لزيارة بيوت الحي بيتاً بعد آخر، ويجتمعون في منزل أكبرهم سناً، ويتم توزيع أيام وليالي العيد فيما بينهم.
يقول العم "سالم" عن العيد في الماضي: لم نكن نعلم عن العيد إلا عن طريق أهل القرى، لتوفر جهاز "الراديو" لديهم، حيث يبعث المجتهدون منهم مندوباً إلى البادية ليبلغهم عن العيد، فتبدأ فرحة العيد، بين الكبار والصغار، ومع الفجر نتوافد إلى مصلى القرية.
وأضاف: كل شيء في العيد يتغيّر حتى المواشي نقوم بصبغها ب"الحناء"؛ لإحساس الناس بطعم العيد وبفرحته، مبيناً: "نقوم بزيارة المرضى وكبار السن، بالإضافة إلى أننا ننتظر زيارة الأقارب من المدن المجاورة؛ إذ يقضون أيام العيد".
وأفاد العم "سالم" بأن من العادات الجميلة في السابق "القصيد" والألوان الشعبية، وتتنوع الألوان من مدينة لأخرى، وتشتهر في منطقة المدينةالمنورة "الخبيتي" و"فن الكسرة"، وتُعتبر هذه العادات في كل المناسبات وليس فقط للأعياد.
العيد في الحاضر ويتابع: وفي وقتنا الحاضر تغيّر العيد من أيام إلى ساعات، فيقوم الكثير بزيارة الأقارب في الساعات الأولى من أول أيام العيد، ويكتفي بالتواصل مع الآخرين عن طريق أجهزة الاتصال أو مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال "أبو عبدالله" ل"سبق": إن العيد في الوقت الحالي، وعندما ننصرف من صلاة العيد نقوم بمعايدة العائلة وبعض الأقارب، ولكن نجد الكثير من الجيران والأقارب نائمين في الساعات الأولى من يوم العيد، ويبدأ مسلسل أيام الأعياد الصباحية على هذا الحال.
وبيَّن أن البعض يقومون بإنشاء مخيم في الأحياء يتجمع بها الجيران خلال أيام العيد، ولكن هذه العادة معظمها في القرى والمحافظات خارج المدن.
العيد ووسائل التواصل وقال الكاتب عبدالمطلوب البدراني: قنوات التواصل الحديثة الموجودة الآن لها دور في إعادة صياغة العلاقات الأسرية، حيث إن عادة التزاور ومعايدة الأهل والأقرباء كانت بصورة أجمل من الحاضر، مما أفقد العيد كثيراً من البهجة والسعادة، وأصبح الاختلاف بين عيد الأمس واليوم واضحاً جداً.
وأردف: العيد لدي المسلمين من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها، عندما أسترجع ذكريات الأعياد الماضية والأعياد في هذه الأيام، وآخذ الأخبار من كبار السن أجد هناك اختلافاً كبيراً وفتوراً في التواصل بين الأقارب وإحياء أيام الأعياد بالتزاور كالسابق، قد يكتفي البعض الآن بإرسال رسالة أو اتصال، ويبقى في منزله حتى وإن كان قريبه في نفس الحي أو في الشارع الذي يسكن فيه.
وأكد: العيد في السابق منذ العودة من المصلّى وهم يكثرون التكبير ويتجوّلون بين الأحياء وبين المنازل حتى يقفوا على كل منزل في الحي أو في القرية، ولم يختلف العيد ولم تختلف الأمكنة بل الإنسان هو الذي اختلف وتساهل في شعائر العيد.