روى المستشار بالديوان الملكي، وزير البترول والثروة المعدنية السابق المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، فصولا من سيرته الذاتية ومحطات من حياته منذ كان طفلا بدويا لم تعرف قدماه النعل يرعى الغنم ويطلب الماء والكلأ حتى وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم. جاء ذلك خلال حلوله ضيفًا في أولى حلقات برنامج "تجربتي" لعام 2017م الذي تنظمه غرفة الشرقية ممثلة في مجلس شباب الأعمال أمس (الثلاثاء). وسرد النعيمي مقتطفات من تجربته الغنية بالمواقف والأحداث، قائلا: "ما زلت أذكر كيف قادتني الصدفة وشظف العيش، وأنا ابن الثانية عشرة، إلى العمل مراسلاً في أرامكو، ثم إلى الدراسة في بيروت ثم مبتعثًا إلى جامعة ليهاي في بنسلفينيا، وأتبعتها بدراسة الماجستير في جامعة ستانفورد العريقة". وأوضح أنه بعد تلك الرحلة عاد إلى الوطن وتدرج في العمل في مهام ومناصب وتحديات متنوعة وعديدة إلى أن وصل إلى منصب الرئيس التنفيذي لأكبر شركة نفط في العالم. وحول تلقيه خبر تعيينه وزيرا للبترول قال: "جرى استدعائي وأنا في مدينة ألاسكا لتلقي خبر تعييني وكنت في رحلة صيد للسمك، وبعد معرفتي الخبر عدت للبحيرة وألقيت سنارتي فإذا بي بدب ضخم يقف خلفي لتسقط سنارتي في الماء، وأحاول الزحف بعيدا عن مخالبه لينقض على السمك الذي أصطدته ويأكله جميعا". وتحدث عن أمنيته التي باح بها وهو في سن صغيرة لمدرسه عندما سأله عن أمنيته في الكبر، قائلاً: "أريد أن أصبح رئيسًا لشركة أرامكو"، مشيرًا إلى الدعوة التي تلقاها حينها من أحد الموظفين بأرامكو للعمل مكان أخيه، التي أصبح على اثرها موظفًا رسميًا في الشركة. وقال النعيمي، إن المواقف المؤثرة في حياته، هو طرده من أرامكو بعد تسعة أشهر من توظيفه دون ذنب، بسبب تغيير في أنظمة العمل لكنه عاد بعدها بعد رحلة عمل تنقل خلالها بين عدة شركات في مجال المقاولات. وأشار النعيمي إلى مرحلة في حياته شكلت منعطفا جديدا، عندما نقل إلى قسم الجيولوجيا لرغبته في تعلم هذا العلم الجديد، وقال: "صدمت مع انضمامي لقسم الجيولوجيا بسؤال رئيسي المباشر، ماذا تريد من دخولك هذا التخصص؟ فقلت له: "أن اصبح رئيسا لأرامكو"، فتم إرسالي الى الربع الخالي". وطالب النعيمي شباب وشابات الأعمال بالبعد عن الأفكار التقليدية والاتجاه إلى الابتكار، والدخول إلى عالم الأعمال عبّر مجالات جديدة غير نمطية، والتحلي بالصبر. وأكد النعيمي أن الدولة تسعى إلى تنفيذ رؤية تنموية طموحة، تُعلي من أهمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كونها من أهم محركات النمو الاقتصادي، معربا عن تفاؤله بمستقبل المملكة الاقتصادي، لافتًا إلى أنها من أقوى 20 اقتصادا في العالم.