لا يمكن لأي اقتصادي مهتم بأسواق النفط في العالم أن يجهل الوزير السابق المهندس علي بن إبراهيم النعيمي المولود في العام 1935 بمدينة الظهران، والذي شق طريقه إلى الوزارة بإرادته الجسورة من موظف لا يذكر في بدايات شركة أرامكو السعودية إلى وزير للبترول والثروة المعدنية التي تنصت لتصريحاته اللاذعة الدول الأخرى، وترضخ لشراسته الصحف العالمية. ففي العام 1956 من القرن الماضي اختير النعيمي ليكمل تأهيله العلمي ليلتحق بالكلية العالمية (إنترناشونال كوليدج) ثم ينتقل إلى الجامعة الأمريكية ببيروت، وبعد أن أثبت جدارته غادر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في ليهاي بولاية بنسلفاينا لينال درجة البكالوريس في الجيولوجيا في العام 1962، ثم يحصد درجة الماجستير في التخصص ذاته من جامعة ستانفورد في العام 1963، لم يكن هذا ليحد من طموحاته، فاستمر في العطاء في مجال الجيولوجيا حتى منحته جامعة هاريوت الدكتوراه الفخرية. لم يكن النعيمي في بدايته في شركة أرامكو السعودية سوى ملاحظ أشغال، إلى أن أمسى مديرا تنفيذيا في العام 1975، ثم قفز خلال ثلاث سنوات إلى أن أصبح نائبا لرئيس الإنتاج وحقن الماء ونائبا أعلى لأعمال الزيت، وبعد سنتين فقط من توليه انتخب عضوا في مجلس إدارة أرامكو السعودية، ولم تمض سنتان حتى تولى منصب نائب الرئيس التنفيذي للأعمال، ثم رئيسا في للشركة في العام 1984، وبعد أربعة أعوام أضحى كبير الإداريين التنفيذيين. وبعد تعيينه في العام 1994 وزيرا للبترول والثروة المعدنية، وحقق نجاحات باهرة طيلة حمله لحقيبة الوزارة التي تعد ركيزة اقتصاد وطنه، يترجل عنها بعد ثلاثة عقود ونيف ليصدر تعيينه في العام 2016 مستشارا بالديوان الملكي.