من الأسباب الموجبة لعذاب الأمم وهلاك المجتمعات بطر العيش وكفر النعمة وقد ضرب المولى عز وجل لعباده المؤمنين مثل القرية التي كان يأتيها الرزق من كل مكان فبطرت معيشتها فعاقبها الله بالجوع والخوف جزاء البطر وعدم الشكر. قال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ إن بلادنا ولله الحمد تمر بوفرة في الرزق الرغد الذي يأتينا من جميع الدول بعد أن مر على أجدادنا زمن الفقر والجوع والخوف. ونخشى أن يغير الله بنا هذه النعم لظهور بعض سلوكيات البطر وكفر النعمة عاصرناها قبل سنوات في مهرجانات الإبل التي منعها ملك الحزم والعدل ثم انتقل بعد ذلك لنوع آخر من التظاهر بالنعمة والبطر بها لأفراد من مجتمعنا تجلت بوضوح في من يسكب العود الفاخر على أيدي ضيوفه ويغسلها به بدلا من غسلها بالماء وآخر يحرق سيارة فاخرة تكريماً لضيفه وغيره يقدم خروفا كاملا لشخص واحد لايشاركه أحد في الأكل وقد وثقوا أفعالهم تلك بمقاطع فديو انتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي وكانت بحمد الله مستنكرة لدى الكثير من أبناء مجتمعنا الكريم من ذوي الفطر السليمة. إن السكوت عن مثل هذه السلوكيات المخالفة للدين والخارقة لعادات المجتمع من قبل الحاضرين يعد نوعاً من المشاركة فيه وينبغي للعقلاء من الحضور أن ينكروا مثل هذه السلوكيات المخالفة حتى للفطر السليمة وأن يؤخذ بحزم على يد السفيه حتى لا يصيبنا الله بسبب السكوت على بطرهم وحتى لا يتعدى فعلهم المخالف الى غيرهم فتكون هذه الأفعال المستنكرة مع كثرتها وتكرارها عادة وفعلا محمودا يعاب على من لا يقوم بمثله. ولقد شبه عليه الصلاة والسلام المجتمع وفاعل المنكر فيه علانية بالسفينة التي إذا أصابها أحد الراكبين فيها بسوء هلك الجميع وإذا زجروه وأخذوا على يديه نجوا جميعاً. كما أن من واجب الدولة حفظها الله ممثلة في جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الحفاظ على الأمن والاسقرار ودوام النعم وذلك بإنكارها لهذه البدع السلوكية الغريبة على مجتمعنا الكريم الغير مبذر ومحاسبة هؤلاء العابثين ليكونوا عبرة لغيرهم ويشفوا بمعاقبتهم صدور قوم مؤمنين.