قد يتبادر الى ذهنك للوهلة الأولى صور لفتيات او فنانات او ما شابه ذلك من الإنحرافات الخلقية ولكن حاشا وكلا أن اتناول مثل هذه الإسفافات فأنا وأنتم ولله الحمد بعيدون كل البعد عن مواطن الشبهات . ما أقصده هو تلك الحقائق العارية التي نراها يومياً من بعض الأفراد في مجتمعنا ,وهل المقصود بالعارية هنا كونها عارية من التزييف والمجاملات ام لأنها لا تكتسي بالخداع . سأسرد عليكم بعض الصور العارية على سبيل المثال لا الحصر ولكم ان تصدقوا تلك الصور فهي موجودة . فقد يتعرى المسجد عندما تختفي صفوف المصلين منه طيلة العام ماعدا في شهر رمضان , يتعرى الأب عندما يتهرب من مسؤولياته تجاه بيته وزوجته وأبناءه , تتعرى الأم عن دورها عندما تهمل بيتها وزوجها وتربية أبناءها التربيه الصالحه فينشأ عنها جيل متعري اخلاقياً وسلوكياً فتتعرى الفتاة بسوء أخلاقها وتلاشي حياءها ويتعرى جمالها الرباني عندما تغطيه بطبقات من المساحيق , ويتعرى الشاب عندما يتنصل من رجولته وشهامته ويتعرى وجهه عندما تختفي منه اللحية , تتعرى الطرقات بكثرة حفرها ومطباتها وعدم إستواءها , يتعرى التعليم بعدم وجود معلمين أكفاء وطلاب مجتهدين , تتعرى المهن والوظائف من الجودة والجدية والإتقان عندما تفتقر إلى الإخلاص والتفاني في العمل وعندما يتنصلون من الأمانه المهنية , تتعرى العلاقات عندما تسقط الأقنعة ونعلم حينها كم كنا مخدوعاً لمن أعطيناهم الثقة على مر السنين , تتعرى الروح عندما تفقد الطمأنينة والسلام بتركها ذكر الله أناء الليل وأطراف النهار , حتى الأماكن تتعرى عندما تختفي منها الأشجار والأزهار ليظهر منها بعد المتسولين , تتعرى المصداقية والشفافية عندما ننتقد المرافق العامة والإدارات والمدارس والمستشفيات عند بالسوء ونحن من ساهم وشارك في حالها بسلبيتنا. علينا ان لا نكون كتلك المجتمعات العارية التي قضت نصف عمرها في إخفاء عيوبها وما تبقى لها من عمر أضاعته في تعرية أخلاق وتصرفات الآخرين . لماذا هذا التشويه الإجتماعي الذي نتوارثه جيل بعد جيل ونورثه للأجيال القادمة , أما آن الأوان أن نخرج من هذه الدورة الدنوية المزروعة في دماغنا ونستبدلها بدورة راقيه هادفة لمجتمع أفضل وأفراد أنجح وأنفع . لا نريد أن نكون مجتمع عارٍ من القيم الإبداعيه والإبتكارية غارق في الشَره الإستهلاكي ,دائماً نبحث على كل جديد لنقتنيه ولا نكلف نفسنا ان نفكر ونبحث ونخترع ونبدع فقط ننتظر ما يبدعه الآخرون دون تمحيص او تروي ونركض لإمتلاكه , لا نريد ان نكون ذلك المجتمع الذي يتحدث عن الحضارة والتقدم لكن لا يسهم في إحداثها أو تطورها , هذا غيض من فيض فصور التعري تلاحقنا أينما ذهبنا فيكفينا تعري نود ان نكتسي داخلياً وفكرياً وضمنياً فلا يكفي الكساء الخارجي الظاهر للعيان بل نريده قلباً وقالباً لا يعرينا من مسؤوليتنا أمام انفسنا والخلق والخالق فنحقق سبب وجودنا على البسيطة فالخلافة أمانه حملها الإنسان وعليه ان يكون جديراً بحملها لا متعرياً عنها .