شرع عدد من مدارس التعليم العام في تطبيق نظام البصمة على طلابها، وتسجيل حضورهم وانصرافهم من مدارسهم، وربطها ببرنامج إلكتروني لرصد حالات الغياب والتأخر، وإشعار أولياء الأمور مباشرة بأي مخالفة ترصد في هذا الاتجاه. ورصدت مصادر وضع عدد من مديري المدارس كاميرات مراقبة في مرافق المدرسة لمتابعة سير العمل الدراسي، وفرض ضبط إداري على الطلاب والمعلمين، حيث وضعوا عدداً منها في أماكن تجمعات الطلاب كالساحات الخارجية والملاعب وممرات الفصول والمقصف. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزارة التربية والتعليم أنها لم تبت في تطبيق قرار البصمة على المعلمين، وذلك بالرغم من تطبيقها في بعض إدارات الوزارة وإدارات التعليم للموظفين. وقالت مصادر مطلعة إن قيام مديري المدارس بتطبيق البصمة على الطلاب ووضع كاميرات مراقبة هو من الأمور الاجتهادية من قبل إدارات المدارس، وإن الوزارة لم تلزم المدارس بذلك. ويرى مديرو المدارس أن تفعيل نظام البصمة على الطلاب في الحضور والانصراف والتأخر ووضع كاميرات المراقبة أسهما في عمليات الضبط في مدارسهم، وقللا من السلوكيات والتصرفات الخاطئة، وجعلا الطلاب أكثر انتظاما والتزاماً بأنظمة التعليم. وأشار مديرو المدارس إلى أن نظام البصمة يتميز بالعديد من المزايا، كإرسال إشعار لأولياء الأمور من خلال رسالة نصية تشعرهم بتأخر أو غياب أبنائهم أو تأخرهم عن دخول الحصص الدراسية، مبينين أنهم قاموا بشراء تلك الأجهزة من خلال الميزانية التشغيلية المخصصة لمدارسهم، حيث كلفهم تطبيق كاميرات المراقبة والبصمة نحو 20 ألف ريال. إلى ذلك ألزمت "التربية" كل إدارة تعليمية بوضع خطة للتقليل من غياب الطلاب والطالبات خاصة في الأوقات التي تسبق الإجازات والاختبارات، مشددة على أهمية الحضور والانضباطية في المدارس، وعدم التساهل في ذلك. وبحسب المصادر، استبعدت إدارات التعليم عددا من مديري المدارس من الإدارة وأعادتهم للتدريس، بسبب التساهل في حضور الطلاب، أو تحريضهم على الغياب، مشيرة إلى أن تقرير انتظام الطلاب في نهاية العام الدراسي ضمن عناصر تقويم الأداء لإدارة التربية والتعليم، وسيتم تفعيل نظام المحاسبة لكل من يكون سبباً في الإخلال بانتظام الطلاب في المدارس خلال العام الدراسي. يأتي ذلك في الوقت الذي وجهت فيه وزارة التربية والتعليم مديري عموم ومديري إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات بمتابعة مكاتب التربية والتعليم والمدارس لضبط انتظام المعلمين والمعلمات والطلاب من بداية العام الدراسي حتى نهايته، ومتابعة رصد المدارس لانتظام الطلاب يومياً في برنامج "نور"، خصوصاً في الأيام المستهدفة وهي "ما قبل الاختبارات وما بعدها – وفي بداية كل فصل دراسي – وما قبل الاختبارات". وشددت الوزارة على أهمية متابعة انتظام الطلاب والمعلمين والمعلمات لكل إدارة تربية وتعليم من خلال برنامج خاص للمتابعة منبثق من برنامج نور، يحدد ترتيب الإدارات في نسب انتظام المدارس في رصد الغياب، وكذلك انتظام الطلاب في المدارس، مؤكدة على المديرين والمديرات والمعلمين والمعلمات أهمية دورهم وأنهم شركاؤنا في تفعيل الحد من غياب الطلاب، وذلك من خلال الالتزام بالنظام التعليمي والتربوي وصنع مبادرات تربوية متميزة تسهم في بناء الانضباط لدى الطلاب والطالبات. وأشارت الوزارة إلى أن هذا الإجراء جاء حرصاً منها على حسن تعليم أبناء وبنات الوطن وتربيتهم لإعدادهم لتسلم راية التنمية في المستقبل، واستمراراً لتعاميم الوزارة السابقة بشأن اعتماد إجراءات تحد من غياب المعلمين، وبشأن الخطة الإجرائية لمتابعة انتظام الطلاب خلال العام الدراسي.