في الآونة الأخيرة وبينما مجتمعنا والمجتمعات من حولنا يعصف وتعصف بها رياح قضايا وأزمات كالفقر والبطالة والإسكان إذا بقضية أخرى تفرض نفسها على الساحة وتؤكد وجودها وانتشارها وجودة أدائها لقد استطاعت وبكل قوة أن تزرع نفسها وسمومها في بعض القلوب لتصبح أحد أركانها التي تظهر عندما تثور ثائرة أصحاب تلك القلوب. بسبب هذه القضية أصبح هناك توتر في العلاقات بين الأشخاص وأصبحت تلك القضية بمثابة الهادم لأي علاقة شخصية لتشبعها في الفؤاد وتشبثها به خصوصا أن هناك ممن يعتبرون نخبة في ذلك التخصص الذي أتت بسببه القضية أصابتهم تلك القضية. إنها باختصار قضية " التعصب الرياضي " نعم هي هذه القضية،وقد يتعجب أحدهم من أن تكون قضية ولكن الواقع يقول ذلك ولنشاهده سويا سواء عبر بعض المواقف الشخصية أو البرامج والأقلام الرياضية بعد كل مباراة ولننظر كم تحمل من ذلك الكم الهائل من كلمات التعصب التي تثير الحساسية وتجعل هذا التعصب أهم من العلاقة الشخصية ولو أدى لخسارتها في ذلك اليوم كنت أشاهد أحد البرامج الرياضية وإذا بأحد الضيوف في ذلك البرنامج ينتقد التعصب الرياضي ويصفه بالسيئ ثم غاص في بحر التعصب ضد لك النادي المنافس متجاهلا ما قاله في بداية حديثه التعصب مرفوض! كثيرون صرحوا وبصوت مرتفع التعصب مرفوض،التعصب يفرق بين أبناء الوطن! التعصب التعصب ثم بعد هذه التصريحات يظهرون تعصبهم الرياضي! عجبي لهؤلاء لن يقبل منهم أحد لما لا وهم ينهون عن خلق ويأتوا مثله! كرة القدم من المفترض أن تكون أحدى العناصر التي تجمعنا على طاولة المحبة والبسمة والمتعة بهذه المجنونة وتجعلنا أكثر تماسكا مادام أن متعة وفيها نوع من التحدي والإثارة الذي يزيد المتعة متعة أخرى وجمالا. لماذا نعيش على توتر الأعصاب وخسارة العلاقات بسبب هذه الكرة على الرغم من إيماننا التام بأنها كرة وفرة بين الفوز والخسارة وأن دوام الفوز والظفر بالبطولات أمر من صعب بقاؤه دائما أو كما قالوا دوام الحال من المحال. شاهدنا بعد نهائي ولي العهد الموسم الماضي وهذا الموسم عدد من المقاطع المتداولة التي ظهر فيها أطفال يبكون بحرقة من جراء خسارة فريقهم الذي يعشقونه! عجبي! من أدخل هؤلاء في دوامة التعصب وفهم التشجيع الخاطئ وتركهم على شد الأعصاب إن غياب ثقافة التشجيع الرياضي ومفهومها أثرت على المشجع الرياضي وحببته إلى التعصب بشكل مباشر أو غير مباشر مع وجود بعض من البرامج والأقلام الإعلامية التي تظهر ذلك التعصب إضافة للأسرة والمربين والمجتمع. يجب علينا جميعا أن ننبذ هذا التعصب الرياضي المشين الذي هدم العلاقات وأثر عليها أيما تأثير دون وجود توعية حقيقة لها تطبيقها الواقعي كي يتخذها الناس مثال وقدوة وإن وجدت فإنه في دائرة صغيرة وتكاد تكون مغلقة. وحتى لا نبخس أحدا فإن ظهور الشاعر النصراوي فهد الشهراني والشاعر الهلالي سعيد بن مانع في مساجلة شعرية في إحدى الفضائيات كان لها التخفيف من احتقان كان متواجد حينها على حد قوليهما خاتمة : لست مثقفا في المجال الرياضي ولكن ما رأيته في الآونة الأخيرة جعلني أكتب هذا المقال،ولعل المختصين بهذا الشأن يغيثونا بوابل صيب من النصائح والتحذيرات عن الموضوع ذاته كي ننبذ التعصب والاحتقان ونجعل من الكرة أداة للفرحة والتبسم ودعم المواهب وإبرازها ونجعل منها أيضا سببا لتجمعنا وزيادة الأخوة بيننا ، والسلام ختامُ