ازدادت وتيرة التعصب وأصبح بعض المشجعين وبعض الإعلاميين وجها لوجه في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا تويتر، بعد أن انتقل إليها لهيب التعصب من الفضاء والصحافة، وشخصيا ارى أن كتابات التعصب ايا كانت لا تفرز إلا تعصبا مقيتا قد ينحرف في النهاية لما هو اشد مما يحدث حاليا، وخاصة أن بعض الإعلاميين بتعصبهم وظهورهم على الفضائيات بشكل مستمر كانوا أحد المساهمين الرئيسيين فيما يحدث من حالات الاحتقان، فلم تعد الكتابات في الصحف هي فقط المؤثرة بل أصبح الفضاء لاعبا رئيسيا في هذا الجانب، وفي الفترات الأخيرة سحبت مواقع التواصل الاجتماعي الأضواء من الوسائل السابقة وبالذات تويتر الذي ساهم في خروج أقلام متعصبة لا هم لها إلا الإساءة والتجريح لبعض الرياضيين في الوسط الرياضي وكذلك الأندية ومنسوبيها، ومثل هذه الكتابات تسيء ولا تفيد وصاحبها قد يأثم إذا لم يراجع نفسه، وكل اساءة منه للأشخاص والاسماء التي يتناولها سيكون عليه وزرهم مع مساهمتهم في زيادة حدة التعصب لأنهم طوعوا كتاباتهم لتحقيق الإثارة الممقوتة والإساءة المريبة، وكم من ضرر لحق بالآخرين من جراء تعدد مرات التجريح وتقزيم الرأي الآخر في سباق التعصب المحموم. إن المتأمل لحال التعصب لدينا يلمس وجوده بين الكبير والصغير ربما شق صف أسرة متماسكة اتفقت في مضامين كثيرة واختلف بعض أفرادها على التشجيع فاختلفت قلوبهم وربما أدى ذلك إلى تبادل السباب والشتائم مما يترتب عليه تصدعات في العلاقات الأسرية وهو أمر مشاهد وليس جديدا ولا أكتب هذا من باب المبالغة ولكنه واقع ملموس يعرفه القاصي والداني، وهذه الظاهرة للتعصب هي في حاجة أكثر لمعالجة الخلل المنغمس فيها، ويمكن معالجة ظاهرة التعصب بعدة وسائل يأتي الطرح الإعلامي في مقدمتها وذلك بتبني الكتابات لتوجيه الأهداف المؤثرة في سلوك الجمهور ويبدأ ذلك من الكتاب المؤثرين المعروفين بميولهم للفرق المتنافسة أن يشارك كل كاتب بمقالات تقرب روح الأخوة بين مشجعي الأندية المتنافسة ونبذ التعصب وألا يتعدى التنافس ميدان الملعب وأن تكون هذه الكتابات صفحة جديدة في حياة الكاتب ليكون عنصرا فاعلا في التقليل من التعصب وبناء علاقة مبنية على الثقة والاحترام مع القراء بمختلف ميولهم. والوسيلة الثانية: التصريحات غير الانفعالية من رؤساء الأندية وأعضاء مجلس الإدارة والأجهزة الفنية. ومن الوسائل المساهمة في التقليل من التعصب الزيارات المتبادلة بين الأندية وعقد لقاءات مختلفة ومناورات ولتبدأ الخطوة من إدارات الأندية بالنية الطيبة والتطبيق الحسن، أما الشعارات المعلنة فلن تغير من الأمر، كما أن من وسائل إذابة جليد التعصب إيقاف الحملات المتبادلة بين جماهير الأندية المتنافسة، ولابد أن نضع في اعتبارنا أننا إخوة يجمعنا دين واحد وأن الرياضة تنافس شريف يجب ألا تتعدى ملاعب الكرة وأن الهدف الأسمى والأجمل أن نكون يدا واحدة لنصرة ديننا والحفاظ على بلادنا، نسأل الله أن يحمي بلادنا من كيد الأعادي وأن يوفق ولاة أمرنا لما يحب ويرضى.