خلال الأسابيع الثلاثة الماضية وأتوقع خلال الأسبوعين القادمين زفت وستزف الجامعات كوكبة من الطلبة المتخرجين في تخصصات شتى ، تزف طلبة أمضوا عددا من السنين حسب الدرجة المطلوبة وحسب التخصص وحسب ما آلت إليه الظروف من هنا وهناك. فرح الطلبة المتخرجين بما أعد لهم من حفل بهيج والتقطوا الصور التذكارية الجميلة الرائعة وظهرت بسماتهم على وجوههم عرسانا للعلم وكأنهم البدر في أحلى لياليه، ففرحوا فرحا جما وشعوورهم لا يكاد يوصف وظهروا بجمال منقطع النظير وفرح بهم زملاؤهم وأحبابهم وأهليهم. وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور تلك الفرحة وتقاريرها لكي يشاركهم من لم يحضر ذلك الحفل البهيج عبر الشبكات والبرامج الاجتماعية المختلفة والتي يحملونها بين أيديهم. ويسرني أنا أبارك لهؤلاء العرسان وأدعوا لهم بالتوفيق والسداد ودوام الفرح والسرور *** لو نظرنا لأعداد هؤلاء العرسان في تلك الليلة او في ذلك اليوم لوجدناهم بالآلاف، وجميع تلك الأعداد ستنتقل لبيئة العمل وعالمه ومغامراته، هل فكر المسؤول في أن يتبع فرحة تخرجهم بفرحة أخرى تربط على قلوبهم وتنعشهم ؟ هل فكر المسؤول عن إتباع فرحة التخرج بفرحة توفير الوظيفة الجيدة التي تناسب تخصصهم وتوفر لهم الحياة الكريمة والعيش الرغيد؟ ما هو تخطيط الجهات ذات العلاقة بهذا الأمر في استقطاب تلك الكوكبة الشابة النشطة الحيوية وإدخالها في مضمار العمل والإبداع والإنجاز؟ أم أن تلك الجهات وذلك المسؤول يمضون جميعا على خطط روتينية قديمة قد عافها السابقون وتأفف منها الحاليون ويتذمر منها جيل المستقبل الواعد؟ إن استثمار تلك الكواكب ووضع التخطيط المناسب وفتح المجالات الجديدة وإستحداثها ينمي الوطن ويقوي أركانه ويشد من أزره ويحافظ على الأمن بشتى أنواعه (الإجتماعي والمالي والإقتصادي ..إلخ) ويخرج له دماءا شابة تعمل بكل إخلاص وإبداع وتنقلنا لمواكب الدول المتقدمة. والعكس بالعكس فإن إهمال تلك الكوكبة التي تخرج لنا كل عام لهو أمر مخز لأي دولة،لأنه يزيد من أعداد البطالة ويهدد الأمن بشتى أنواعه ويزيد من مسلسل الجرائم ،ويجعل تلك الكوكبة صيدا سهلا طريا لأعدائنا في الداخل والخارج ومن هنا أوجه ندائي للمسؤولين عن هذا الأمر: أتمنى أن تنفضوا غبار الماضي الأليم والتفكير العقيم والقرار السقيم الذي أضر بنا كثيرا ، أتمنى أن تبذلوا جهودا جبارة لا تكل ولا تمل من أجل دفع تلك الكوكبة الشابة في أسواق العمل وقطاعاته المختلفة.أتمنى أن تستحدثوا الوظائف المناسبة لكرامة الإنسان وتخصصه الذي يحمله وتعب من أجل الحصول عليه وعانى أشد معاناة خلال تلك الأعوام التي قضاها ، أتمنى ان تكون الوظائف التي تتاح مناسبة لا مستفزة،ولتضع نفسك عزيزي المسؤول مكان طالب العمل وهل تناسبك الوظيفة أم لا بدلا من الغرور الذي نراه من بعض المسؤولين والاستفزاز بأن الشباب لا يريدون العمل وهم في الحقيقة لم يوفروا الوظيفة التي تتلائم مع التخصص الذي يناسب هؤلاء الشباب. أكرر ندائي: أتبعوا فرحتهم بفرحة لكي نسعدهم ونرفع من معنوياتهم ليسعدوا أوطانهم وليجعلوها في ركب التميز والإبداع والتقدم. @brhoomy