جدة إسامة فتحي تصوير مازن الضمدي .. عدد لايستهان به من خريجي الجامعات يعملون في مجالات لا تناسب تخصصاتهم ..وبعضهميجبره صاحب العمل على شغل وظائف بخلاف التي اجتهدوا من أجلها وحصلوا عليها ..وأقسام عديدة في الجامعات تقبل أعدادا كبيرة من الطلاب لايحتاج إليهم سوق العمل ..ولأن للخريجين رأيهم فقد رأينا أن نتلمسه من خلال هذا التحقيق .. في البداية تحدث المواطن خيري إسماعيل المتخرج من كلية الزراعة تخصص قسم علوم وغابات قائلا : أعمل الان سائق لدى جهة تجارية وقد دفعني الى هذا عدم حصولي على فرصة عمل تتلاءم مع مجال تخصصي واعد نفسي كباقي الخريجين الذين افتقدوا التوجيه السليم من جهات الاختصاص التي لم توفر لهم فرص عمل وفق تخصصاتهم، ويضيف ان الحل لإيجاد فرص عمل للسعوديين المتخرجين حديثا من الجامعات الوطنية ان توفر لهم جهات العمل وظائف تناسب تخصصاتهم وبذلك يتم ضبط أعدادهم بسد احتياجات سوق العمل . ويشاركه الرأي المواطن سلطان الزبيدي خريج كلية المعلمين ويعمل حاليا كمعقب لأحد الدوائر الحكومية بجدهم بقوله : إن عامل البطالة وعدم وجود فرص عمل كافية من أهم الاسباب التي دفعت أعدادا كبيره من الشباب السعوديين المتخرجين من الاقسام العلمية والادبية للعمل بمجالات أخرى بعيدة عن تخصصاتهم وقد أصبحت غالبية جهات العمل لاتستعوب اعداد المتخرجين وابرهن على ذلك بأنه تم مؤخراً فتح اقسام الحاسب الالي بالمرحلة وبما أن المتخرجين المتخصصين بالحاسب الآلي بالآلاف فقد قُبل منهم 600 فقط . تعقد الحياة يقلل من فرص العمل الحصول على شهادة لم يعد ضمانا للطلبة يحميهم من البطالة كما يقول الطالب بأحد المعاهد الصناعية بجدة إبراهيم السلمي ويضيف : الدراسة التي تلقيتها ليست كافية لضمان الحصول على فرصة عمل تناسب تخصصي وذلك لأن العديد من أصدقائي المتخرجين منذ سنوات لم يجدوا حتى الان العمل الذي يناسبهم وهذا ما دفع أعداداً كبيرة منهم الى العمل بأعمال لا تتناسب مع قدراتهم البدنية والعلمية وبأجور متدنية ، ويضيف إبراهيم أنه ومع تعقد الحياة وغلاء المعيشة سوف تقل فرص العمل وستزداد أعداد المتخرجين . ويؤكد الطالب بجامعة الملك عبد العزيز جمال عبد الرحمن أن عدم حصول أعداد كبيرة من المتخرجين على فرص عمل حسب تخصصاتهم هو عدم ضمان جامعاتهم لتوظيفهم بعد التخرج ويضيف، جمال إن افضل القطاعات التي تضمن لجميع الطلبة الملتحقين بها فرص عمل من الكليات الامنية والتي بات على الكليات الادبية أو العلمية أن تحذو حذوها بعد أن فشلت في توفير فرص عمل للملتحقين بأقسامها حتى لو منحتهم فرص الالتحاق بالمعاهد بعد التخرج لاكتساب المزيد من العلم والمعرفة . الشهادة الجامعية لاتكفي ويقول بدر النهدي خريج تخصص فلسفة واقتصاد ويعمل حاليا كمحاسب في احدى الشركات تقدمت لشغل عدة وظائف بعد تخرجي من الجامعة للعمل .بمجال تخصصي ولم احصل حتى الان على وظيفة تناسبني وتخصصي يعد من التخصصات النادرة .أما مايدفع الخريجيين للعمل في مجالات غير مناسبة لتخصصاتهم افتقادهم للواسططة وقد اصبح الحصول على الشهادة الجامعية في عصر التقدم العلمي لايكفي دون الحصول على دراسات عليا . ويضيف بدر بأن الوقت قد حان لتقوم جهات الاختصاص بتخصيص نسب معينة تضبط التحاق الطلبة بالاقسام الجامعية والتي تتوافق مع حاجة سوق العمل . أما المواطن سالم غرم الله المالكي تخصص لغة إنجليزية يعمل بائعا في محل للعطور بجدة فيقول إن أهم المعوقات التي لا تزال تواجه الخرجين وتقف عقبة أمام عملهم وفق تخصصاتهم تبدأ عندما يلتحقون بوظائف تتوافق مع تخصصاتهم، ثم يرغمهم صاحب العلم للعمل في مجال آخر دون أن يراعي ان هذا يضر بالاقتصاد الوطني .. ويأمل سالم أن تقوم الجهات المسؤولة في الدولة بتخصصات موظفيهم بما يعود بالنفع على الجميع . علي مجرشي : الامر الذي أدى بالعديد من الحاصلين على شهادات جامعية بمختلف التخصصات العلمية والادبية الى العمل بمجالات ليست من اختصاصهم وذلك بعد ان طول انتظار مدة التعيين وغير المحددة زمنيا من قبل جهات الاختصاص بعد التقديم إليها للحصول على عمل وفق التخصص المحدد حتى يتم الانتهاء من معاملات المتقدمين الاوائل، لأنه ليس من المنطق على الاطلاق أن ينتظر المرء سنوات طويلة يقضيها دون عمل وهذا ما يدفع الكثير للعمل بغير تخصصاتهم لسد احتياجاتهم المعيشية منها ..