روى مواطن قصة تحديه لإصابته التي تعرض لها ببتر كف يده اليمنى في البحر، ليصبح أشهر صانع للسفن بكل أنواعها في المملكة. وأوضح المواطن النحّات علي الشطي “أبو ناصر”، الذي وثقت شركة “أرامكو” عبر مجلتها الشهرية “قافلة الزيت” عام 1986 قصته، واعتبرتها لحظة إنجاز لأحد موظفيها، الذي صنع من الخشب نموذجاً لسفينة شراعية خليجية، أنه عشق منذ صغره البحر والسفن. وكانت “أرامكو” بينت أن لحظة الإنجاز تلك حدثت أثناء تلقيه التدريب والتأهيل بقسم العلاج الطبيعي والأطراف الصناعية في مستشفى أرامكو، بعد بتر كفه اليمنى في إحدى آبار النفط التابعة لها، وسط بحر رأس تنورة، وذلك بواسطة يد اصطناعية استعان بها أثناء العلاج. وقال الشطي، وفقا ل”العربية نت”، إن قصته بدأت منذ صغره بمراقبة الصيادين في موسم الشتاء أثناء إجرائهم الصيانة لسفنهم ليتعلم منهم، لافتا إلى أن حلمه كان امتلاك قارب ليبحر وحده. وبيّن أنه لم يمتهن صناعة السفن يوماً، بل اختارها كهواية، وصنع الكثير منها ومن جميع النماذج التراثية لسفن الخليج العربي، ولم يبع واحدة منها، ومعظمها ذهبت هدايا للأهل والأصدقاء المقربين. ولفت إلى أنه يصنع السفن الخليجية التراثية بمختلف تسمياتها وأحجامها، ومنها: “(البوم) وهي أكبر السفن والمستخدمة للأسفار، و(الجالبوت) لغواصي اللؤلؤ، واستُخدمت بعد اكتشاف البترول كناقلة لموظفي الموانئ، و(السمبوك) المستخدم حالياً لصيد الأسماك، والقوارب الصغيرة اليومية للصيد في المياه الضحلة، وأسماؤها الهوري والشوعي وألبلم والجالبوت الصغيرة، والتي استبدلت بها الطرادات المعروفة باسم الزوارق”. يُذكر أن الفنانين الأخوين حسن وسعيد الجيراني صنعا فيلم سيرة وثائقية لحياة النحات علي الشطي، وحصدا الميدالية الفضية عن فيلم “أبو ناصر” في مهرجان الأحساء للأفلام الاجتماعية القصيرة في أبريل 2018؛ وتم ترشيحه من بين 25 فيلماً وثائقياً.