صناعة السفن الشراعية، واحدة من حرف الماضي التي أوشكت على الاختفاء من الذاكرة الوطنية، مع تطور أدوات الصيد وأساليبه، ما دفع أهل هذه الصناعة إلى هجرتها، إلا قليلاً من الحرفيين العاملين في هذه الحرفة التراثية ومنهم عبدالعزيز حسن الحلواني (55 عاماً) الذي يعمل على نحت مجسمات نماذج من سفن الماضي الشراعية يحفظ بها حلواني حرفة أجداده في الذاكرة الوطنية، ويتفنن في إبداعها، ولا يستهين بأي من تفاصيل فنها الذي يرى أنه ينبغي أن يصل إلى الأجداد مكتمل الملامح. نحو عشرين يوماً يمكثها العم عبدالعزيز على كل مجسم من مجسمات سفنه التي يصنعها من الخشب السويدي. وما زالت صناعة سفن الصيد في الماضي حاضرة في ذهن العم عبدالعزيز «كنت أعمل مع والدي بالصيد وصناعة القوارب والسفن الصغيرة وكانوا يربطون ويفكون ويسمرون بالخشب ويعرفون كيفية وزن السفينة ومحيطها الداخلي، وكم مقدار تحمل ذلك القارب». وتطرق العم عبدالعزيز إلى المواد التي كانت مستخدمة في صناعة السفن الخشبية قديماً «الخشب ومنه الصاج والجنقلي والمنتي والفيني والفنص والفن والباكة والميط والقرط والهمبة، بالإضافة إلى مواد عضوية مثل الصل، الحل، الدامر، الحومار، الشونة وغيرها». وعدّد العم عبدالعزيز من أنواع السفن الشراعية «سفن السفر البعيد مثل البغلة وبوم السفار، وسفن السفر القريب مثل بوم القطاع والبتيل، وسفن الغوص على اللؤلؤ مثل البتيل والبقارة والجالبوت والسنبوك والشوعي وبوم الغواص والبلم، وسفن الصيد مثل الشوعي والبلم واللنج، وسفن نقل الماء مثل بوم الماء، وسفن النقل الساحلي مثل التشالة وحمال باشي والدوبة لنقل البضائع والصخور». يذكر أن البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يعمل على دعم الحرفيين من خلال الدورات التدريبية وإشراكهم في المهرجانات والفعاليات والمعارض وتسويق منتجاتهم.