قلل رئيس الاستخبارات سابقاً، الأمير تركي الفيصل، من قوة إيران التي وصفها بأنها نمر من ورق، بمخالب فولاذية، مستشهداً بسوء الأوضاع الصحية والخدمية والتنموية، وتدني الأداء الحكومي، وتدهور الاقتصاد في إيران؛ فنسبة التضخم مستمرة. وأضاف: "ما يجمعنا مع إيران أمران، لا تغيير فيهما: الجغرافيا، ثم الدين. فكلمة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله) تجمعنا كلنا؛ فنحن نعبد إلهاً واحداً، ونقرأ كتاباً واحداً، ونتبع رسولاً واحداً. فيا إيرانيين، دعونا نتفق على هذه المبادئ التي نتفق عليها.. لماذا تتدخلون في شأننا، وتريدون أن تقلبوا أمورنا لكي نتبع مذهباً أنتم تتبعونه، ونحن لا نتبعه؟". وأشار إلى أن تركيز إيران على المذهبية هو الذي يؤجج الصراعات بيننا وبينهم، موضحاً أن إيران تستخدم المذهب لخدمة السياسة، ولافتاً إلى أنه مع قيام الثورة الإيرانية شكَّلت ما يسمى بأحزاب الله، ومنها حزب الله في الحجاز، الذي قام بأعمال إرهابية في السعودية؛ ما أدي إلى سقوط ضحايا، والإضرار بمصالح السعودية. وبيَّن "الفيصل" أن كل تجمّع لمن يلتزمون بمذهب بالاثني عشرية حاولت الثورة الإيرانية إدارته من خلال ما يسمى بحزب الله. كما أصر "الفيصل" خلال حديثه ل"سكاي نيوز عربية" أمس على إطلاق اسم "فاحش" على تنظيم "داعش" نسبة إلى أفعاله المشينة. ورفض "الفيصل" المقارنة بين ما تقوم به السعودية في اليمن من دعم شرعية الرئيس هادي وما تقوم به روسيا في سوريا من دعم حليفها الأسد، وقال: "هذا ليس صحيحاً، وكلامهم مغلوط 100 %". مشيراً إلى أن "هادي لم يقتل 300 ألف يمني في سبيل أن يبقى في الحكم كما فعل بشار، كما صدر قرار دولي يؤيد مطلب هادي بالتدخل في اليمن، ويدين أعمال المليشيات الحوثية وصالح، وليس هناك قرار مماثل بالنسبة للأسد". وأكد "الفيصل" أن موقف السعودية العلني هو تأييد الجيش السوري الحر، وليس جبهة النصرة أو "فاحش" أو غيرهما من المنظمات، مؤكداً أن تنظيم "داعش" هو أداة من أدوات النظام السوري؛ إذ قام بشار الأسد بالإفراج عن كل الإرهابيين في السجون مع اندلاع الثورة الشعبية ضده، إضافة إلى أن الأسد كان يمول كل التنظيمات الإرهابية عندما كانت أمريكا محتلة العراق، ويسمح بمرور تلك الجماعات الإرهابية المتطرفة عبر سوريا؛ ليقاتلوا أمريكا في العراق. وقال "الفيصل": لو استمر الحوثي وصالح في قلب الموازين السياسية والاجتماعية في اليمن والانقلاب على الشرعية لواجهنا تلك المساوئ التي واجهتنا عند احتلال صدام حسين للكويت. مشيراً إلى أن مصير علي صالح ينبغي أن يُترك لليمنيين. وأكد "الفيصل" أن التخاذل الدولي في سوريا وصمة عار على الإنسانية؛ فلدى العالم الإمكانيات لإيقاف القتل اليومي الذي يحدث للشعب السوري. معتبراً خطوة التدخل الروسي في سوريا ستكون لها مساوئ كبيرة، وقال: "لم أكن أتوقع أن الروس يتخذون مثل هذا الإجراء دون أن يقدروا التوابع التي سترتد عليهم".