تحقق الأجهزة الأمنية في قضية تقدمت بها مصلحة الجمارك، تتضمّن اعتداء مسافرَين على أحد موظفيها وتهديده «لفظياً» بإلحاق الأذى به فيما بعد. ووقعت الحادثة أثناء أداء الموظف مهمات عمله، من خلال تفتيش مركبة قدم بها المسافران إلى المنفذ الذي يعمل فيه المفتش، والذي استخدم في التفتيش إحدى الوسائل الحيّة (كلباً بوليسياً). فيما امتعض المسافران من ذلك، وحاولا تعطيله بشتى الطرق، حتى حصلت مشادّة كلامية واشتباك بالأيدي بين الطرفين. وتشير التفاصيل وفقا لصحيفة الحياة إلى أنه أثناء قدوم مسافرين إلى منفذ الخفجي أواخر الأسبوع الماضي، على متن مركبة من نوع «بي إم دبليو»، وأثناء إجراءات التفتيش قام موظف الجمارك باتباع الطرق النظامية في استخدام الوسائل الحيّة، ومن ضمنها تفتيش المركبة ب«الكلب البوليسي» من جوانب المركبة كافة وداخلها، في محاولة الكشف عما إذا كانت تحوي ممنوعات. إلا أن المسافرين رفضا إدخال الكلب إلى مركبتهما، من دون إبداء حجّة واضحة. فيما قام موظف الجمارك بإخبارهما بأن هذا هو الإجراء المتبّع في التفتيش، وتطوّر الأمر إلى مشادّة لفظية، بدأ بها المسافران ضد المفتش الجمركي، وقاما بشدّ حبل «الكلب» وإخراجه بالقوّة من المركبة، ومنع الموظف من إكمال عملية التفتيش. فيما قام المفتش الجمركي برفع الأمر إلى المسؤول، الذي وجّه بعمل فحص للمركبة من طريق الأشعة، للتأكد من الأسباب التي دفعت المسافرين إلى رفض التفتيش باستخدام «الكلب البوليسي». واستمر المسافران بالتذمّر وطلبا تعجيل الفحص، واتهما المفتش الجمركي ب«محاولة تعقيد الأمور». فيما حاول أحدهما أخذ ورقة المركبة بعد انتهاء الفحص للذهاب بها إلى المشرف على الحركة الجمركية وتسلم مركبته، إذ أبلغه المفتش الجمركي أن هذا دوره هو، وليس دور المسافر. وطالب الموظف ب«رد اعتبار»، نتيجة «سوء سلوك» المسافرين، واعتدائهما عليه. وأكد أنهما بعد تسلمهما المركبة قاما بتهديده بالالتقاء به خارجاً والاعتداء عليه، ما دفعه إلى رفع الأمر إلى الأجهزة الأمنية، لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهما. فيما قامت الأجهزة الأمنية باستدعاء المسافرين للتحقيق معهما، ومعرفة أسباب ما بدر منهما تجاه المفتش الجمركي، وكشف حقيقة التهديد الذي بدر منهما. وأشارت معلومات إلى أن قضايا اعتراض المسافرين تجاه تفتيش الجمركيين مركباتهم من طريق الوسائل الحيّة (الكلاب البوليسية) قليلة جداً، ولا تعتبر متكررة. ويأتي ذلك لا لخوف المسافرين من حملهم ممنوعات أو مواد تهدد الأمن، بل لعدم رغبتهم في لمس هذه «الكلاب البوليسية» مركبتهم، لعدم ثقتهم بنظافتها أو ما تنقله من عدوى «لا سمح الله»، كذلك لما يتم تناقله عن تعاطي هذه «الكلاب البوليسية» مواد مخدرة، تساعدها في اكتشاف المواد المهرّبة والممنوعة.