الزي الباكستاني سهل عبور انتحاري القطيف، إذ استغل الإرهابي الحضور المعتاد للعمالة الباكستانية في المساجد والحسينيات، في المناسبات الدينية بمحافظة القطيف، فكان الزي الباكستاني هو طريقه للدخول للبلدة، والمشي في شوارعها، دون أن يثير ريبة، وخلال دقائق تمكن من الدخول بين المصلين، وقطع نحو خمسة صفوف، ليستقر في وسط المسجد، ويفجر نفسه بينهم. وبحسب صحيفة مكة اعتاد المواطنون في محافظة القطيف، أثناء الاحتفال بالمناسبات الدينية في العاشر من المحرم، وبقية المناسبات، مشاركة بعض العمالة الأجنبية من الطائفة الشيعية، وبالخصوص من الجنسيتين الباكستانية والهندية، بل إن التشارك مع الأهالي من قبل هذه العمالة وصل لحد الخروج معهم في مسيرات العزاء، وحضور القراءة الحسينية، والمولد النبوي في الحسينيات والمساجد، وهو ما جعل مرور الانتحاري الإرهابي يمر دون أن يلتفت له الأهالي، أو يحملون شكا لوجوده في المسجد. ما سبب اختيار الوقت؟ تحتفل القطيف بدءا من أمس الجمعة، بثلاث مناسبات دينية احتفالية، بدأ التجهيز لها في شوارع البلدات، والمحلات، منذ اليوم الأول من شعبان، بتعليق الزينة والأنوار، وتوزيع الحلويات في الشوارع وأمام البيوت، وقراءة الموالد والمدائح النبوية في الحسينيات والمساجد والبيوت، حيث كان اليوم الجمعة هو أول أيام الاحتفال بذكرى مولد الإمام الحسين بن الإمام علي، وهو الإمام الثالث عند الشيعة الاثناعشرية، ويليه مولد أخيه العباس بن الإمام علي، ومولد علي السجاد، الإمام الرابع عند الشيعة، ويعدّ شعبان من أكبر الشهور الاحتفالية لدى الشيعة، وتمتد فيه الاحتفالات منذ نهاية رجب مع احتفال الإسراء والمعراج، وحتى نصف شعبان والمعروف ب»القريقعان». وبحسب رواية الشهود من داخل المسجد، أنهم كانوا على وشك الانتهاء من صلاة الجمعة، فسمعوا صوت باب المسجد يفتح بقوة، وبعدها دوى انفجار عنيف، أتى من الصفوف الخلفية، الساعة 12:5، بعدها تفرق المصلون ليجدوا أشلاء مبعثرة وقطعة أحدها شطر إلى نصفين، ليكتشف لاحقا أنه الإرهابي الذي قالوا إنه يرتدي ملابس باكستانية، وفجر نفسه في المصلين، وذكر الشهود أن هذا الشخص سبق وتردد على المسجد عدة مرات، ولم تكن هذه المرة الأولى التي يدخل فيها.