لم يدر بخلد زينة إبراهيم مرزوق فتاة ال28 عاما، وهي تخطو بقدميها إلى غرفة عمليات مستشفى محايل عسير لإزالة اللوزتين، أن السرير الذي ستتوسده أملا في العافية سينقلها إلى نفق الإعاقة المستديمة. جراحة خاطئة ولكنها ليست ككل الجراحات التي تحمل نفس الوصف والعنوان دفعت الفتاة جرائها أكبر ضريبة، ومع غرابة الحكاية الدامية وعدم الاتصال المباشر بين اليد واللوزتين، إلا أن الخطأ كاد ينهي حياة الفتاة تماما بعد توقف قلبها عن النبض داخل غرفة العمليات لساعات قبل أن يلحق بها الأطباء لإنعاشها. الحكاية ترويها الفتاة المكلومة زينة المرزوق ل»المدينة» ما حدث لها قائلة: قصتي بدأت أثناء مراجعتي لمستشفى محايل عسير العام بغرض إجراء عملية اللوز، حيث استمرت الفحوصات شهرين ما بين روتينية وتحاليل، بيوم اتصلوا وأخبرونا بتحديد موعد العملية يوم 1435/7/19 وبنفس اليوم المحدد ذهبت ووضعوني بغرفة عمليات اليوم الواحد وجاء الدكتور - تحتفظ المدينة باسمه - وأخبرني أنه سوف يجري العملية بعد قليل وذهبت لغرفة العمليات وحضر طبيب آخر وأخبرني أنه خلال 10 دقائق سوف أنهي العملية وأنزل جهاز التخدير على وجهي كانت الساعة التاسعة صباحا أخرجت من العملية الساعة السادسة مساء إلى العناية المشددة فقط على الإنعاش الصناعي لأسباب غامضة ووضع الضماد على يدي اليسرى بدون توضيح للأسباب وتوقف القلب والتنفس وظهور ماء في الرئة وارتفاع الضغط وخلال 48 ساعة انتقلت إلى مستشفى أبها المركزي وإدخالي إلى غرفة العمليات لإجراء عملية ليدي اليسرى، بسبب ضمور كامل لليد وأخرجت للعناية وأنا غائبة عن الوعي واليوم الثاني قاموا بإجراء عملية للكف وبعدها انتقلت لغرفة التنويم لإفاقتي استمرت فترة علاجي في مستشفى أبها المركزي مدة 6 أسابيع يقومون بإجراء التنظيف اليومي ليدي وإرجاع الضماد وبعدها انتقلت إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة بعد أن فقدت الأمل بوجود العلاج بمستشفى أبها، حيث أجريت لي جميع الفحوصات والتحاليل وطلبوا تقريرا لفهم حالتي المرضية ولكن لا جدوى لأن مستشفى محايل عسير لم يخرجوا أي تقرير بصحتي، قمت بإجراء عملية البتر للكف وجزء من الذراع ولعدم حصولهم على تقرير بما حدث لي قاموا بوضع البنج الجزئي وجرعة تنويم، وكلما أفقت بعد أن أصابتها الغرغرينة لأسباب لا أعلمها وأخرجت من المستشفى في 13 رمضان وإلى الآن أواصل المراجعات. وفق "عكاظ". وأكدت زينة أنها قدمت شكوى للشؤون الصحية بعسير منذ لماحدث لها ولكن - بحسب حديثها - لم يكن هناك أي تجاوب منهم مما استلزم منها تقديم شكوى للجهات العليا، حيث فوجئت بعدها مباشرة باتصال أحد موظفي صحة عسير يطلب مني رقم معاملتي وأخبرني بعدها أن الشكوى موجودة إثر عودته من الإجازة ثم طلب بعدها مني تقريرا بعملية البتر، وبالفعل أرسلت له ذلك بنهاية شهر 10 ولكن فيما بعد، وكلما اتصل به يكون ردهم انتظري ثم طلبوا وكالة لأخي وبعدها ذهبت إليهم وأكملت لهم نواقص المعاملة وأخبروني أنهم سوف يحيلوها من قسم المتابعة إلى الهيئة الشرعية بنفس اليوم الذي ذهبت إليهم إلا أنه وبعد شهر من ذلك اكتشفت أن معاملتي لم يدخلوها بالكمبيوتر ولم يدرجوها بتسلسل القضايا، وبعد عدة مراجعات استلزمت مني الجهد والوقت الكثير اتصل علي موظف من صحة عسيرو وأبلغني بإحالة قضيتي للهيئة الشرعية. فيما يلتقط طرف الحديث شقيقها عيسى إبراهيم مرزوق متسائلا عن من يعيد البسمة لشقيقتي التي تلاشت مع فقدانها، ليدها، مؤكدا في الوقت نفسه أن المصيبة أيضا عدم قدرتهم على الحصول على التقرير الطبي من مستشفى محايل عسير، والذي ربما ساهم حصولهم عليه ووصوله لأطباء المستشفيات الأخرى الذين عاينوا وضع شقيقته قبل قطع يدها في تلافي أو تخفيف هذه الكارثة الطبية. وطالب عيسى من وزير الصحة بإلزام صحة عسير بسرعة إنهاء معاملة شكوى شقيقته والتي مضى عليها ما يقارب نصف عام للجنة الطبية للاقتصاص شرعا من الكادر الطبي والتمريضي المتسبب بقطع يد شقيقته.