رفض المواطن أحمد حسن عسيري من محافظة محايل في عسير، تسلم جثمان طفله المتوفى بعد مولده ب48 ساعة، في مستشفى محايل، مطالباً بتحليل الحمض النووي للطفل، فيما تحقق صحة عسير في الواقعة، ومنعت أحد الأطباء «سوداني الجنسية» من المغادرة حتى انتهاء التحقيقات. المواطن أحمد حسن وقال والد الطفل المتوفى إن خطأ طبياً تسبب في وفاة طفله، مضيفاً «قمت أنا وزوجتي بمراجعة مستشفى محايل العام في عيادة النساء والولادة في يوم السادس من شهر ذي الحجة الماضي، نظراً لقرب ولادتها، وعند وصولها للعيادة تم الكشف عليها من جانب أحد الأطباء (سوداني الجنسية)، وأخبرنا بأنها تجاوزت الشهر التاسع بستة أيام ولابد من إدخالها للتنويم، فقلت له إن المراجعة للحمل فقط ولا توجد لديها أعراض ولادة، لكنه رفض وقال لي حرفياً (هذا عملي وأنا أعرف به)». وتابع والد الطفل «وافقت على تنويم زوجتي مع عدم قناعتي بذلك، وأخبرني الطبيب أنه من المحتمل إجراء ولادة قيصرية لإخراج الجنين، فرفضت إجراء عملية جراحية لزوجتي إلا في حالات الضرورة القصوى، وأريد أن تخبروني بذلك ولو عن طريق الهاتف». وأوضح أنه تم إدخال زوجته للتنويم، وفي اليوم التالي أي في 7 /12، تم إجراء العملية من قِبل طبيب سوداني أيضاً بناء على تقرير الطبيب الأول ودون علمه ومعرفته، وقال «اتصلوا بي بعد العملية الجراحية وأخبروني بأنه تم إجراء العملية وأني رُزقت بمولود ذكر، ولكن أخبروني بخبر كالصاعقة بأن طفلي لم يُكمل الشهر التاسع». وبيّن أن العملية أجريت بناء على تقرير الطبيب الأول دون أن يجد إجابة شافية حسب قوله، لافتاً إلى أن الأطباء أدخلوا الطفل الحاضنة الزجاجية حتى يُكمل شهره التاسع. واسترسل قائلاً «في يوم وقفة عرفات ذهبت للمستشفى في الخامسة مساءً لإكمال بعض الإجراءات وغادرت، وبعدها بساعة اتصلوا بي ليخبروني أن حالة ابني حرجة ولابد من حضوري لنقله لمستشفى عسير المركزي، وبالفعل توجهت من منزلي للمستشفى، وعند وصولي وجدت ابني قد توفي حسب حديثهم، ولم يسمحوا لي برؤيته إلا بعد التوقيع على تسلم الجثمان، وتمكنت من رؤيته بعد جدال ومن مسافة بعيدة وهو ملفوف في لفافة بيضاء». وأضاف «توجهت لمقابلة مدير المستشفى المناوب وأطلعته على القصة كاملة وأني أرفض تسلم ابني بهذه الطريقة المريبة، فأخبرني بأنه سيتم نقل ابني للثلاجة، وطلب مني كتابة خطاب شكوى، وبالفعل قمت بذلك وتم نقل الشكوى لمدير المستشفى، الذي وجّه بتشكيل لجنة تحقيق، وطلبوا مني الانتظار حتى ظهور نتائج التحقيق، وبعد تشكيل اللجنة قمت بزيارة اللجنة المشكلة للقضية، ووجدت اللجنة تتكون من طبيب واحد فقط، فاستغربت فأخبروني أن هذا الطبيب من أهل الثقة وهو مؤتمن على القضية». وقال والد الطفل المتوفى «عند مقابلتي الطبيب (اللجنة) وسؤالي له عما توصلوا إليه، قال لي إن الوفاة طبيعية لوجود تشوهات داخلية، والحبل السري قصير، ورفضت كلامه ورد علي بقوله (على كيفك)». وأضاف «لم أيأس وتقدمت بشكوى أخرى وأحيلت لأحد الأطباء السعوديين، وحقق في الأمر وأكد لي أنه لابد من إحالة القضية للشؤون الصحية في عسير». وكشف الوالد أن الأوراق أحيلت بعد مماطلات من مستشفى محايل أكثر من مرة، وبعد اشتراطهم أن أكتب إقراراً بعدم قناعتي بالتبريرات التي ساقوها خلال الفترة الماضية، وبعد معرفتهم بأني تقدمت بشكوى لأمير منطقة عسير ووزير الداخلية». وحول ما آل إليه وضع ابنه المتوفى منذ أكثر من شهر، قال «ابني لايزال في الثلاجة، ورفضت تسلمه، ولن أتسلمه إلا بتحليل الحمض النووي لكي أتاكد أنه ابني لأني لم أعد أثق بأحد أبداً». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي في صحة عسير سعيد بن عبدالله النقير، أن المواطن أحمد حسن دبان عسيري تقدم بشكوى لمدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير الدكتور إبراهيم بن سليمان الحفظي، الذي وجّه بتشكيل لجنة للتحقيق فيما ذكره المواطن في شكواه، كما وجّه بحظر سفر الطبيب المتعامل مع الحالة والتحفظ على ملف المريضة. وأكد النقير أنه في حال وجود أي إهمال أو تقصير ستتم إحالة القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية أو لجنة المخالفات الطبية حسب تقرير اللجنة للبت فيها بشكل نهائي. أما بخصوص ما ذكره المواطن من أنه تم إجراء العملية دون موافقته، فأكد مدير المستشفى الدكتور معيض العسيري، أن زوج المريضة وقّع على نموذج إقرار الدخول، وبعد ذلك وقّع على نموذج إجراء العملية مع أخذ بصمة زوجته على نفس النموذج.