أنقذت رباطة جأش طفل عمره ثماني سنوات حياة طفل آخر من موت محقق في مدينة تربة حائل شمال السعودية بعد أن سقط فجأة داخل حفرة عمقها أربعة أمتار ومساحتها (15× 5 أمتار) وسط أكوام الركام والأتربة التي تساقطت عليه ودفنته تحتها. وكان الطفل عبدالله سالم الشمري يلهو مع أصدقائه بجانب حفرة لمشروع تعليمي لكنها انهارت فجأة ليجد نفسه داخلها وتحت ركامها، أما أصدقاؤه فانطلقوا إلى منازلهم إلا صديقه سعود ممدوح السلماني الذي حاول إنقاذه بكل ما أوتي من قوة إلا أن صغر سنه حال دون ذلك، فهداه تفكيره إلى الاستنجاد بعمال مصريين يعملون بجانب المشروع وشرح لهم القصة. العمال وبعد سماعهم القصة هبوا من فورهم إلى الموقع وحفروه يشاركهم سعود الذي كانت دموعه تهطل بغزارة، وبعد 20 دقيقة من المحاولات استطاعوا إخراج عبدالله وهو مغمى عليه ونقلوه إلى المركز الصحي بالمدينة الذي حوله بدوره إلى مستشفى بقعاء العام الذي قدم له الإسعافات اللازمة وهو الآن في حالة صحية طيبة. وقال سعود «بعد أن سقط عبدالله حاولنا إنقاذه فانهارت الحفرة على رأسه فهرب جميع أصدقائنا لكني رفضت أن اتركه يصارع الموت وحده، على الرغم من أنني توقعت أنه لن يصمد طويلا بعد الانهيار المخيف الذي حدث أمامنا». وأضاف: «حاولت مساعدة صديقي بكل الطرق ولم أستطع فاستنجدت بالعمال المصريين وساعدتهم في الحفر حتى أخرجناه وهو بلا حراك فشعرت حينها بأنه توفي.. وبعد 24 ساعة أخبرني والدي بنجاة عبدالله وهو بحالة مستقرة وسيخرج من المستشفى خلال اليومين المقبلين ولم يطمئن قلبي حتى رأيته أمامي بكامل عافيته». وعلى الطرف الآخر قال عبدالله إنه لم يصدق أنه على قيد الحياة بعد أن سقط في تلك الحفرة وأنه لا يتذكر من تلك اللحظات سوى سقوط بعض الأتربة على رأسه في بداية الانهيار ولم يفق إلا وهو في مستشفى بقعاء العام. وذكر أنه لن ينسى صنيع سعود بعد أن أنقذه من الموت المحقق.