تفرض الجامعات السعودية على معيداتها خيارا من اثنين ، وهما أن يلتزمن بالابتعاث أويغادرن سلك التدريس إلى وظيفة إدارية، من خلال تعهد خطي بذلك توقع عليه المعيدة عند تعيينها، وتشير إحصاءات وزارة التعليم العالي إلى أن عدد المعيدات في كافة مؤسساتها بلغ في العام 1434- 1435 نحو 8585 معيدة. وأكدت معيدتان بحسب صحيفة "مكة" أنهن أجبرن على توقيع التعهد على الابتعاث الخارجي بعد أن خيّرن بين الابتعاث وبين ترك سلك التدريس والانتقال لوظيفة إدارية في حال عدم التمكن من الابتعاث، ولم يشفع لهن عدم وجود محرم يرافقهن. وقلن إن نقلهن إلى وظيفة إدارية يمثل قتلا لأحلامهن. وتفرض الجامعات السعودية، من خلال نموذج التقدم على وظيفة معيد، ومحاضر، ومدرس لغات، ومساعد باحث، والذي تنشره على مواقعها الالكترونية توقيع تعهد خطي من قبل مقدم الطلب يلتزم فيه بأن يجلب خلال عام من تعيينه قبولا لإكمال الدراسات العليا في جامعة معترف بها في الخارج، في حين نصت المادة السادسة من لائحة الابتعاث والتدريب الصادرة عن وزارة التعليم العالي على أن قرار الابتعاث داخليا أو خارجيا هو أمر بيد مجلس إدارة الجامعة ولجان الابتعاث فيها، وهي مسألة تنفيذية بدت بعيدة عن توجيه الوزير إذ احتكمت لنظام رسمي لا لتوجيه شفوي. تقول المحاضرة في كلية الجغرافيا بجامعة الدمام، فضلت عدم التصريح باسمها، إنها عينت معيدة في 1429 ولم يكن الابتعاث الخارجي حينها ملزما، لكنها حين أنهت دراسة الماجستير وتقدمت بطلب ترقيتها لمحاضر، ألزمت بتوقيع تعهد خطي بإكمال دراستها خلال عام خارجيا وإلا ستحول على وظيفة إدارية. وأشارت إلى أنها ليس لديها محرم يستطيع الذهاب معها، فوالدها متوفى، وإخوانها متزوجون، أما هي فتقيم مع والدتها. وأضافت أنها بالرغم من جلب قبول لإكمال الدكتوراه في جامعتي الإمام والملك سعود، إلا أن طلبها قوبل بالرفض من إدارة الجامعة، لتبقى مهددة بالتحويل لإدارية في أي لحظة. وأكدت أن التهديد بموجب التعهد بالتحول لإداريات هو بالتأكيد نوع من الضغط والإجبار لنا وتجاهل لظروف بعضنا الصعبة. وفي السياق ذاته، قالت عسلة الزهراني الحاصلة على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية من جامعة الدمام، إنها حين تقدمت بطلب الترقي لمحاضرة وقعت تعهدا بإكمال دراستها خارجيا، غير أن عدم تأكدها من قدرتها على الابتعاث الخارجي لظروف عمل زوجها، يهددها بالتحول لإدارية ما يمثل قتلا لطموحها، منوهة بأنها تنتظر قبولا من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) التي اعتبرتها المكان الوحيد الذي يسمح لها بالابتعاث إليه داخليا. من جانبه، أوضح مدير إدارة الإعلام في جامعة الدمام المهندس إبراهيم الخالدي أن عضو هيئة التدريس هو المرتكز المحوري لمخرجات الجامعة، وتقديمهم للمجتمع وسوق العمل، ولرفع كفاءته لا بد أن تتوفر فيه معايير التأهيل العلمي العالي واكتساب تجارب عالمية في مجال تخصصه، لهذا سعت جامعة الدمام لتشجيع معيديها ومعيداتها على البحث عن أفضل الجامعات العالمية لإكمال دراساتهم العليا بها، ونقل التقنيات الحديثة إلى السعودية. وأضاف أن هذا التوجه هومن أبسط حقوق المجتمع على الجامعة، وقال «إن الجامعة لا تلزم المعيدين والمعيدات على الابتعاث، بقدر ما تحثهم على التأهيل العلمي العالي، وما ابتعاث أكثر من ثلث معيدي ومعيدات الجامعة داخل المملكة إلا دليل على عدم تطبيق الإلزام المطلق». وألمح إلى أن من حق الجامعة السعي إلى الأفضل لأعضاء هيئة التدريس فيها وتحقيق أهدافها الاستراتيجية لتنافس أفضل الجامعات العالمية.