إبراهيم التميمي-عبدالرحمن البعيجان - محمد الخرجي - محمد السويحب : يواصل المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثامنة والعشرين " الجنادرية " أيامه حيث يقدم للجميع الماضي الجميل العريق والحاضر المشرف لجميع زواره ، تلك البوابة القديمة التي تفتح أبوابها كل عام لتستقبل محبي التراث ويتجدد العهد والولاء والحنين لهذا الماضي الغني بجميع مناطقه واختلاف بيئته ليكون الحب للوطن هو الماضي والحاضر والمستقبل . وقد قام فريق الخرج اليوم بتغطية بعض فعاليات الجنادرية لتكون الصورة هي خير من تحكي عن هذا الحدث المتجدد كل عام بنكهة الأصالة من خلال جولة على أهم أجنحة المهرجان وأسواقه الشعبية . فقد جسد جناح القصيم المشارك في فعاليات القرية الشعبية الواقع المعاش في منطقتين أثريتين في مدينة المذنب التابعة لمنطقة القصيم، مبرزاً طرق الحياة وما تتميز به هاتان المنطقتان بالتحديد، ابتداء بسمعتهما لدى أهالي المنطقة، وليس انتهاء بما تتمتعان به من أسواق ومزارات سياحية ،في الطابق الثاني من المبنى المخصص لجناح منطقة القصيم، يلفت انتباه الزائر غرفة "سوق المجلس" التي صممت على شكل مجسمات فنية عن النخيل و سعفها وإبراز أنواع التمور، وعينات لأدوات المنزل القصيمي. كما فتح المجال لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للمشاركة في فعاليات الجنادرية من خلال أجنحة هذه الدول التي اهتمت بعرض تراثها الشعبي وما تميزت به . و في وسط مهرجان الجنادرية يقف البيت المكي حاملا عبق العراقة والأصالة بطابعه الفريد وطرازه المعماري المميز حيث تزين الرواشين واجهة المبنى المكون من طابقين والمبني من الصخور الطبيعية ، وبجوار البيت المكي يأتي المركاز حيث يجلس العمدة يحكي تاريخ مكة وحكاية العمع المكية بالاضافة إلى تعريف الزوار بدور العمدة في الاصلاح بين افراد الحارة. كما استطاعت فرقة الباحة الشعبية أن تستحوذ على اهتمام آلاف الزوار في الجنادرية وجذب الجمهور لقرية الباحة التراثية بالجنادرية 28 لما تتسم به هذه الفرقة من تنظيم من حيث الأداء والمظهر ، فهى ملتزمة بزي تراثي جميل أشاد به الجميع وتستخدم الفرقة فى عرضها بنادق تراثيه جميلة حيث إضاءت سماء القرية و استقطبت سفينة الغوص الموجودة في وسط السوق الشعبي اهتمام الجنسيات الأجنبية، الذين حضروا لمهرجان "الجنادرية" متعطشين لمعرفة تراث المملكة العربية السعودية، وموروثها الشعبي الذي تميزت به كل منطقة من مناطق المملكة. السفينة التي كان على متنها النوخذة وصانعو الشباك من جزيرة دارين بالمنطقة الشرقية، صدحت على الدوام بإيقاعات النهّام البحريّة التي تعبر عن أهازيج رحلة البحر، فيما سارع بعض الأطفال للصعود لسفينة الغوص والتقاط الصور التذكارية. و يحظى ضيف شرف مهرجان الجنادرية 28 "جناح الصين" بإقبال كبير من الزوار، حيث تنبثق فعاليات جناح الصين من موضوع "مشاركة الثقافة مع العالم" باعتباره محوراً رئيسياً لتصميم العروض التي تبرز للشعب السعودي والوفود الزائرة. وقد جذبت رائحة الخبز المنبعثة من الأفران الشعبية في جناح المدينةالمنورة زوار مهرجان الجنادرية، كما انتشرت روائح المعجنات بمختلف أنواعها وأشكالها في باب المصري بالسوق الشعبي. ووقفت الحشود من الرجال والأطفال أمام أحد المخابز وهي تنتظر دورها لتناول الخبز والمعجنات التي لاقت إقبالاً كبيراً من الزوار الذين حرصوا على اقتناء المزيد من أنواعها.. وتشتهر المدينة بأنواع من الخبز أبرزها (الشريك) وهو مزيج من الطحين والحليب والماء والحليب والسمسم.. و"الفتوت" وهي من الأكلات المعروفة، وتقدم صباح الزواج مع الجبن، والزيتون، ويطلق عليه البعض (فتوت تعتيمة).