أبدى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز، سعادته بما شاهده في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 28»، مشيدا بالجهود التي تبذلها جميع إمارات المناطق في المملكة لإظهار ما تتمتع به كل منطقة من إرث قديم وتطور حضاري في مختلف النواحي. ونوه سموه بالدعم والمتابعة التي تحظى بها الجنادرية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- التي أوصلتها إلى ما وصلت إليه من انتشار ليس فقط على المستوى الخليجي بل على المستوى العالمي. ورحب سموه عقب زيارته البارحة لمقر مهرجان الجنادرية بجميع المشاركات في المهرجان من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الشقيقة، وضيف الشرف جمهورية الصين الصديقة، مؤكدا على أهمية هذه المشاركات في تنمية العلاقات بين الشعوب، كما أشاد الأمير سعود بن عبدالله بالتغطية الإعلامية التي يحظى بها المهرجان من جميع وسائل الإعلام المختلفة، حاثا الإعلاميين إلى بذل المزيد من الجهد لنقل الصورة الحقيقية عن المهرجان عامة والمملكة خاصة. من جهة ثانية، زار وزير الزراعة والفلاحة والصيد البحري المغربي ولد عزيز أخنوش أمس جناح وزارة الزراعة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة، واطلع والوفد المرافق له على عدد من الأقسام بالجناح، مستمعا لشروحات مفصلة عن الري والزراعة العضوية والثروة الحيوانية. وأكد أخنوش أن مهرجان الجنادرية بات فعالية ثقافية عربية، واستطاع الجمع بين عبق التراث وأصالة الحاضر. وفي تصريح صحفي نوه عميد كلية اللغة العربية والدراسات الأجنبية في بكين الدكتور شوى شينغ كواه بفكرة المهرجان،وقال: حضرت هذا العام لأول مرة وشاهدت المهرجان الذي أكد لي حرص جميع من يقومون عليه رغبتهم الأكيدة بتعريف الجيل الحالي بحياة الإنسان السعودي بماضيه رغم أنه يعيش الآن الحياة العصرية المتجددة. وأبرز الدكتور شينغ كواه الصور الرائعة التي يقدمها المهرجان في كل يوم وذلك من خلال الحوار الصريح الذي يجرى بين المشاركين في الندوات رغم اختلاف ثقافاتهم وآرائهم ودياناتهم، وأرجع قوة الحوار الذي تشهده فعاليات المهرجان إلى حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على إشاعة ثقافة الحوار البناء بين جميع المتحاورين على اختلاف وجهات نظرهم، مضيفا أنهم في الصين يهمهم تعزيز ذلك في التعاون والحوار بين شرق الصين والشرق العربي. من جهة أخرى، اتجهت عدسات مصوري شرق آسيا، نحو جناح منطقة القصيم المشارك في المهرجان لتسلط الضوء على الجمل تارة، وموقد النار (الكمار) ومجسم بئر الماء تارة أخرى، مسجلين مختلف أنواع التراث الذي يعبر عن تاريخ منطقة القصيم. وفي جولة نفذها طلبة الدورة ال39 بكلية القيادة والأركان بالقوات المسلحة لقرية الجنادرية توقف الطلبة عند قرية عسير التراثية المشاركة في المهرجان واطلعوا على اركان القرية وما تضمنته من مقتنيات أثرية واستمعوا إلى شرح مفصل عن مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، والرؤية المستقبلية للخدمات التي ستقدمها، كما اطلع الوفد على كل من ركن جمعية البر وجمعية الثقافة والفنون ومراكز النمو في المنطقة وشاهدوا عددا من المهن المختلفة. من جهة أخرى، اطلع زوار المهرجان على عربة «القاري» التي جابت أركان جناح المنطقة الشرقية والسوق الشعبي، حيث كانت تعد وسيلة النقل الوحيدة لأهالي المنطقة في الماضي خاصة المزارعين منهم. و«القاري» عبارة عن عربة تجرها ثلاثة حمير، بقيادة رجل مسن امتهن هذه المهنة منذ قديم الزمان في المنطقة الشرقية، وعرف بهذه المهنة. وفي أحد أركان بيت الخير بجناح المنطقة الشرقية يبرز للزائر في جناح القسم النسائي قصة مراسم إقامة الزواج في الماضي، بما في ذلك تجهيز غرفة العروس، والعادات والتقاليد المصاحبة لذلك. وفي جناح المدينةالمنورة استقطبت رائحة الخبز المنبعثة من الأفران الشعبية في الجناح زوار المهرجان حيث تنتشر روائح المعجنات ومنها: الشريك الحجري، وفتوت العيد، وخبز البر، وفتوت التعتيمة، والشريك العادي، والخبز الأبيض، والشوابير، والباتية، وشريك الحمص، وشريك السحيرة. وفي المهرجان خصصت إدارة جناح وزارة الحج هدايا عبارة عن عبوات من ماء زمزم للزوار. وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية لجناح الوزارة هاني أبوالسعود، أن الجناح يعرف بمهن أرباب الطوائف وما شهدته من أعمال ومن نقلات حضارية عبر العروض المرئية والصور الفوتوغرافية للمجسمات والمخطوطات.