تغيير مسمى ( خان جليلة) أو (خان شليلة) طمس للتاريخ ! أشار فضيلة الشيخ حمد بن عبدالله بن خنين المستشار الشرعي والباحث الإعلامي إلى إسم (خان شليلة) أو (خان جليلة) يمتد إلى أكثر من خمسة قرون ، فقد دونت كتب التاريخ قصة هذا الاسم, حيث تحكي الروايات التاريخية أنه مقر وقف أو نزل للحجاج (محطة استراحة) للقادمين من شرق الجزيرة العربية باتجاه الجحاز والشام, أعدته امرأة تدعى : جليلة بنت عبد المحسن بن سعيد الدرعي الحنفي ابتغاء لوجه الله، وكان أهل المشرق يطلقون عليه خان جليلة (أي نزل جليلة) بمثابة الفندق, ومع مرور الزمن حرِّف الاسم إلى خان شليلة كعادة الأسماء القديمة, وبتغيير هذا المسمى ذات الدلالة والمعنى وما يرمز إليه فكأننا طمسنا التاريخ بحجة التجديد وتغيير الأسماء القبيحة حسب الفهم الخاطي. ورأى الشيخ ابن خنين: أنه من الواجب على الأمانة إعادة النظر في تسمية الشوارع والأحياء، والإبقاء على المسميات القديمة التي تحمل روح الماضي إلا ما كان منها منافياً للذوق العام. وعليها أن تعرف أن تغيير الأسماء التاريخية المتعلقة في أذهان الناس من صور الاعتداء على التاريخ والآثار ولا فرق بينه وبين هدم وإزالة أي معلم أثري بارز. وأضاف فضيلته : أن الثورة ضد ما هو قديم بدعوى التقدم والتطور لن تبقي لنا عبقاً من ماضينا الجميل الذي نستشف منه روح تاريخنا التليد، لا لأن الإنسان مجبول على حب الماضي فحسب, بل لأن التاريخ جزء من تكويننا وثقافتنا التي لا نفتأ ننفك عنه حتى نعانقه مرة أخرى, ولو كان ذلك التاريخ مختزلاً في أبسط الأشياء. وناشد ابن خنين: أمانة منطقة الرياض وهيئة السياحة وجمعية العناية بالتراث الإبقاء على مسمى (خان جليلة) وإعادة إقامة معالم البناء الأثري لمقر العابرين والحجاج, ويخلّد بكتابة لوحة تعريفية بمسمى وقصة وقف جليلة بنت عبدالمحسن بن سعيد الدرعي الحنفي (القرن 800 للهجرة). ( ح )