تعتبر مشكلة الخرج مع السيول مشكلة طارئة وليست أزلية – ونشأت بعد نمو الخرج وتطوره والعبث بمجاري الأودية وتضييقها أو تحويلها جراء البنيان والمزارع . والخرج لمن لا يعرفها – وإن كان من سكانها – تقع في ملتقى أودية ( فحول ) تنحدر من هضبة ( عليَّه ) من سلسلة جبال العارض وتمتد هذه الهضبة من الرياض إلى حوطة بني تميم وبرك . والأودية هي : 1- وادي نساح 2- وادي بلجان 3- وادي العين 4- وادي ماوان 5- وادي وثيلان 6- وادي أبو سحران 7- أودية الحوطة والحريق ونعام والحلوه جميع هذه الأودية تصب في منطقة لا تتجاوز الكيلو متر والتي هي من البرج إلى ملف عواد أضف إلى ذلك وادي حنيفة ولكن لا يمر من هذه المنطقة بل يلتقي بها في السهباء . ففي قديم السنين كانت الأودية تمر عبر مجاريها وقد تكيف معها السكان حيث لم يعترضوها وإنما سكنوا واستزرعوا المناطق التي لا تغمرها المياه حول الأودية وعلى ضفافها وبذلك أمنوا شرها ، فنعجان والدلم والضبيعة بين هذه الأودية . وقد قامت وزارة النقل أو هيئة المدن الصناعية بإنشاء ( السد العظيم ) في تصوري وهو طريق المدينة الصناعية الجديد والذي يمتد من كبري الضبيعة مخترقاً مزرعة الملك فهد - رحمه الله – وهنا ملتقى جميع الأودية المذكورة أعلاه ماعدا وادي نساح ! وهذا الطريق لايوجد فيه سوى كبري واحد والباقي عبارات صغيرة لا أتوقع أن تصرف كمية السيول القادمة من تلك الأودية وخاصة إذا عرفنا أن المياه القادمة تمر على مزارع وتحمل معها بقايا تلك المزارع من جذوع النخل التي قد تضايق وتغلق تلك العبارات مما يزيد الطين بله ! ويؤدي احتجاز المياه التي قد تؤثر على الضبيعة ونعجان التي تقع في بحيرة ( السد ) عفواً ! الطريق كما احتجزها طريق الجنوب في عام 1424ه !!! وتم معالجة الوضع بقطع الطريق وانسابت المياه وهذا ناتج من سيل وادي العين فقط ! فما بالك بها مجتمعة !!! وهذا ( السد ) عفواً الطريق سوف يحتجز ملايين الأمتار المكعبة ففي حالة قطع الطريق أو انهياره فالمياه سوف تتجه إلى مدينة السيح بقوة ، ولتأكيد ماكتب فالخرج سابقاً كانت السيول تمر بجوار البرج وتذهب في مجراها مروراً باليمامة إلى السهباء دون أضرار . وعند تحسين مدخل الخرج تم رفع الطريق بارتفاع لا يتجاوز 50 سم فقط ووضع عبارات صغيرة لاتفي بالغرض وحدث ماحدث وغرق البرج ومنطقته التي حوله بل وصلت المياه إلى حي بن تركي التي لاتصل إليه مياه تلك الأدوية . فأخشى أن يتكرر السيناريو مع هذا ( السد ) عفواً الطريق ومن خلال هذا العرض فإنني أناشد كل من له صلاحية ومسئول عن هذه المحافظة أن يضع ذلك في عين الاعتبار والاستعانة بأهل النظر وأصحاب الخبرة ومن لهم دراية بتصريف السيول ، وأن لا نكتفي بوضع التصور والمخططات حبر على ورق كم قال المثل : ولنا بالتجارب السابقة عبره . وأخيراً أسأل الله أن يحفظ هذه المحافظة وجميع محافظات المملكة من كل شر ومكروه أن يديم عليها نعمة الأمن والإيمان تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه . (أ)