أهلكنا تاجر الحشيش !! كل يوم ينشئ طرفة !! يسوق لمخدراته بأسلوب ذكي من خلال نكته !! أغرقنا بطوفان الوهم ، حتى المجتمع أصبح يردد فنه الخادع !! يسعى لتغيير المفاهيم والقيم والعادات والسلوك !! يحاول أن يقنعنا أن المحشش : كبير بعقله وتصرفاته وخياله وعبقريته !! مخلص للواقف الصعبه بدهاء ، دمرت رسائله بعضا ممن يستهدفهم !! يسعى جاهدا أن يجعل المحشش خفيف الظل وصاحب ضحكة !! جعل حياته كلها سعادة ومرح !! ألف على لسانه مئات الحكايا ، ورسم على جبينه آلاف المواقف البطولية ، وسجل له تاريخا عظيما ومشرقا ، وكتب له ملايين الروايات ، و خط له المجلدات لتحفر في ذاكرة الأبناء !! رسائله الترويجية ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب !! يقاتل الزمن ليرفع مستوى الرضا تجاه المستهدفين !! يحاول خفض مستوى الحواجز النفسية مع الأسوياء !! ( كبير يا محشش ) كيف تمر علينا مرور الكرام وﻻ نتوقف عندها ؟؟ هل حللنا ماذا تحمل بين أجنحتها من هلاك وتمير لجيل فلذات الأكباد ومستقبل الدولة والأمة ؟؟ عجبا لمن يمشي على وجهه مكباً ؟؟ كيف يكون أهدى وأعقل وأكبر من سوي يمشي على سراط مستقيم في الحياة !! ؟؟ كيف لمن هو يائس وبائس ومنطو وفاقد لعقله ومضطرب أن يصبح العبقري الأول !! ؟؟ تبا لهم جعلوا نفقه المظلم وطريق سردابه الموحش أجمل من حياة العلماء والقضاة ورجال الشرطة والفضلاء والعقلاء ...!! إنهم تجار الحشيش !! هم فقط المخلصون في بث السموم المبدعون في رسم لوحة فنان للمتعاطي تصرفاً وتفكيراً عميقاً ونظرة بعيدة !! رحماك ياربي بمن يعيش بجانب المتعاطين أما وأبا وزوجة وأبناء الذين يحاولون أن يخفوا ضحية المتعاطي خلف أسوار الرضا الاجتماعي بقيم وسلوك الفضيلة الوهمية كي لا يرفضه المجتع وينكشف أمره !! ولا يكون منبوذاً بين النبلاء !! وياربي رحماك بالجاهل الذي دمَّرت خلايا عقله بلفائف السجائر القاتلة !! رحلت حيوته طاقته ونشاطه ليطبق على نفسه بغرفة الضياع والهلاك ، ويتدحرج من هرم التعلم والفهم والمنطق والإدراك عبر شلال الضياع واللامبالاة والكسل والقنوط !! كيف للمنطوي المنغلق الفاقد للشهية صاحب العين الحمراء أن يكون بشوشا قسيما وسيما وأن نقارنه بالمفكرين وأرباب القلم !! كيف لمن يلف الحشيش صاحب الثوب الرث والمخرم والمهمل لنفسه أن نقارنه بأصحاب المروء والمواقف والكرم والوفاء !! قف أيها القاريء لنكت المحششين ولا تجعل لهم مكانة تعلو فوق الأسوياء .. ألم نسمع أن بعضهم باع كرامته وكرامة أهله مقابل لفة حشيش !! ؟؟ كيف لمن عُرِف بالبلاهة أن نقارنه بمن يهتم بمستقبله !! كيف لمن أغلق على نفسه الأبواب الخنا واختفى عن الأنظار ورضي باحتقار نفسه ليرتشف الغباء والهلوسة أن نعطيه لقب الصدارة ونكت الموسم ليتفوق اجتماعياً على الجميع !! ؟؟ إنه التسويق الذكي للحشيش أنا لست شامتاً به بل محذراً منهم ومن يسوق لهم ليصنعهم أجمل صورة وأبهى حُلَّة بئس تعاطيهم وساءت نكتهم أسأل الله لمن هو مبتلى فيه أن يشافيه ويعافيه ويصلح قلبه وعقله وأن يعود لصوابه .