باتت وسائل التواصل الاجتماعي الوسيلة الأولى لترويج طرائف ونكت ما يسمى بالمحششين، والمقصود بهم متعاطو المخدرات والخمور، في وقت اعتبر الكثير من المختصين أن هذه الرسائل إلا وسيلة دعائية للترويج لهذه الفئة، والمخدرات، إلى الدرجة التي بات البعض يضع صنف المخدرات الذي تم تعاطيه للترويج لجودة الصنف بزعم أنه «صنف قوي». ويتداول الكثير من الكبار والصغار بمحض الصدفة وكدليل على روح الفكاهة، النكات التي تروج من آن لآخر هنا وهناك والتي تبدأ أو تنتهي بتحديد صاحبها بأنه «محشش»، للتعاطي معها بروح الفكاهة. واعتاد كل من يردد هذه الطرائف أن يرسخ دون وعي مفهوم غير صحيح للصغار وهو أن المخدرات والحشيش تجلب السعادة وتزيد من خفة الدم وروح الفكاهة، وهذا ما يجعل المدمن يتعاطى الحشيش لغرض المتعة والتسلية، وبعد ذلك يصبح أسيرا لها ومدمنا عليها. وفيما كانت «نكات المحششين» تتداول شفويا، بات الإعلام الجديد الشرارة التي تروجها كالنار في الهشيم، في ظل التوسع في عدد المتابعين لهذا الإعلام، والذين يذيلون نهاية النكات بأنها من «محشش». لكن المتخصصين وعدد من أولياء الأمور أكدوا أن حرب النكت وطرائف هي حرب منظمة من مروجي المخدرات، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر في تداول هذا النوع من النكات، فيما لا يميز الكبار أحيانا المفيد من الضار بالنسبة لصغارهم. ويعترف سامي الحربي بأنه متلق يوميا لهذا النوع من الرسائل أو الطرائف على الواتس أب، حيث تجد رسالة أو قصة كوميدية وتنتهي بكلمة «محشش أو مخدرات»، مؤكدا أنها حيلة من أصحاب النفوس الدنيئة ومحاولة منهم للتبسيط كلمة المخدرات وحشيش وجعلها كلمة مرتبطة بخفة الدم، حتى ينشأ صغار السن على هذا ويجعلهم يفكرون في تجربة المخدرات حتى يصبحون ذو روح مرحة وخفة دم مثيرة، ومن ثم يقع في فخ الإدمان، وذلك الفخ منصوب من مروجين المخدرات، وهو أسلوب خبيث من هؤلاء المجرمين والفاسدين في الأرض، وللأسف هناك الكثير من العامة قليلي الوعي يرسل النكت والطرائف دون أن يعلم هدفها أو لمن موجهة تلك الرسائل الخبيثة. وطالب الحربي من كافة الجهات، مواجهة هذه الألاعيب وفضحها للجميع، بالتوعية بخطورة تلك الرسائل والحد من انتشارها والعمل على دحضها، وصولا إلى معاقبة مروجي هذه الرسائل الملغومة. ويؤكد الدكتور حسن محمد ثاني أستاذ علم النفس المشارك، أن تلك الرسائل تروج للمخدرات والحشيش بصورة غير مباشرة، حتى أن الشخص ينقل تلك الرسائل بهدف المتعة وتسلية ولكن هو لا يعلم أن تلك رسائل من الخطأ تمريرها وإرسالها، كما أن تلك رسائل تبين للشخص أن المخدرات والحشيش من مواد التسلية وخفة الدم، وهذا أكبر خطأ. ويشير إلى أن مروجي تلك السموم يحاولون ربط كلمة المخدرات والحشيش بشيء إيجابي حتى يسهل للشخص تجربتها ثم الإدمان عليها، لذا يجب أن ترتبط تلك السموم والمخدرات بشيء سلبي، حتى نبين للعامة وللأطفال خاصة أن تلك المواد تعتبر من المحظورات والتي حرمها الشرع والدين، وأن لها مضار على الصحة والعقل وتنهك الجسم وتذهب العقل الذي ميزنا الله به عن بقية خلقه. وأوضح أن الحل أيضا في مراقبة النفس أولا ومراقبة من يعلوهم في عدم تقبل تلك النكت والطرائف التي تجعل المحشش بطل الكوميديا وتجعلها حلل مشاكل وتجعله شاعر ذو خيال واسع وهذا كذب وبهتان يجب أن يوقف مستقبل الرسالة الحشيش وأن لا يمرر ومعاقبة من رسلها لفظيا حتى ينتشر الوعي عند الجميع في خطر تلك الرسائل التي تروج المخدرات بصورة غير مباشرة، وهذه أحد الحيل مروجي المخدرات، كما أن بعضهم يغيرون اسم حبوب المخدرات والحشيش حتى يتقبلها الشخص وتصبح سهلة التناول، وكل تلك الطرائف لا تخلو من أي مجتمع ولكن من غير كلمة محشش أو صنف قوي ما شابه ذلك، لماذا لا نقول الطرائف بدون تلك الكلمات التي من الممكن أن تحفز بعض ضعاف النفوس على تجريبها كما ترسخ لدى الأطفال وصغار السن على محبة المحشش ذو الدم الخفيف، وممكن أن يكبر الطفل ويود أن يكون ظريف وخفيف ظل ثم يقع في الفخ المنصوب من قبل المروجين ويتعرض لإدمان.