أصبحت الأيدلوجيات في الأزمنة المتأخرة تشكل أمراً هاماً في تحقيق الدراسات الإستراتيجية , والأهداف العسكرية , والمصالح السياسية , والخطط الاقتصادية , والأنماط الاجتماعية , والتوجهات الثقافية , وتحدد النتائج على أرض الواقع بالإيجابيات والسلبيات. ومن المهم إدراك فقه الواقع على النحو المطلوب , حتى لا يظهر الإرتباك والعشوائية والعجز في اتخاذ القرارات ؛ مما يؤثر بالسلب على التخطيط للمستقبل لتطوير واقع الأفراد والمجتمعات في الأمة الإسلامية , ومن المعلوم أن المقدمات الصحيحة لا بد أن ينتج عنها عواقب سليمة ونتائج سديدة , فحاجة الأمة ماسة لاستعادة مكانتها والجدية في تطوير مناهجها ؛ فلا يخفى على العقلاء أن مناهج الرخاء لا تنتج للأمة قادة للأزمات , ولذا علينا أن نعي أن لكل واحد واجباً موكلاً عليه شخصياً ببث روح العمل الجماعي فيمن حوله مع استفادة أفراد المجتمع من القدرات البشرية والمقدرات الطبيعية وتناقل الخبرات والتجارب بينهم , وهذا - مما لاشك فيه – لابد أن ينتج عنه إشراقة أمل ونظرة تفاؤل أن المستقبل للإسلام مهما كانت الظروف والتحديات , وخاصة إذا أدرك كل فرد في المجتمع الإسلامي أنه على ثغر من ثغور الإسلام ؛ وهذا يتضح من خلال تصرفاته وممارساته ؛ مما يساهم في رفع راية الدين وحماية حرماته , أما إذا لم يدرك المسلم هذا الواجب فقد يتسبب في ذهاب ريح الأمة وحضارتها وجعلها عالة على غيرها من الأمم والحضارات. وإذا نظرنا - بعين الحيادية والخلفية الشرعية - إلى ربيع الشعوب العربية , وخريف الحكومات الكرتونية , وتدافع صراعات الحضارات الزائفة والتيارات الوهمية باختلاف أيدلوجياتها , وسرعة التغيرات السياسية على جميع الأصعدة ؛ فإنه يظهر جلياً لنا - ولكل مستبصر - التخبط الواضح والتساقط الملحوظ من بعض من ينتسبون للإسلاميين - فضلاً عن غيرهم - وذلك بدخولهم هذه المعتركات الخطيرة والوقوع في دهاليز الإعلام وإلتواءات السياسات وشرذمة الأفكار , ويقع في هذه المستنقعات مَن ابتعد عن المعين الصافي وجفت روحه من الوحي الإلهي. فينبغي للعقلاء إدراك حقيقة الأحداث خلال هذه الحقبة من تاريخ الأمة , وتحصنهم بالحصون الإبريزية بتشرب قلوبهم بالثقة واليقين أن النصر لهذا الدين وأهله , وارتواء أرواحهم بالإيمان , مما يدفع جوارحهم إلى العمل الدؤوب للفوز برضا الرحمن - تبارك وتعالى - , وإحياء شرائع الإسلام وذروة سنامه والإعداد له بأنواعه , والتسلح بالعلم الشرعي على منهج سلفنا الصالح , ودفع عجلة الإصلاح بين الأفراد والمجتمعات والحكومات , وزيادة الوعي والإدراك بنهاية الأفكار الشاذة والتيارات المخالفة , وكل هذا حمايةً للمعتقدات والمسلَّمات والمكنونات وحرصاً على التزود من الزاد الحقيقي بالتقوى والعلم النافع والعمل الصالح لمواصلة المسير إلى رب العالمين. أبو خلاد ناصر بن سعيد السيف 15 ربيع الأخر 1433 ه https://twitter.com/#!/abu_khalad