عجباً لهؤلاء الذين راقبوا بصمت , وبلغت قلوبهم الحناجر , وعضوا الأنامل حسرةً من المشاهد التي تفرح صدور قوم مؤمنين في نجاح ملتقى (المرأة السعودية مالها وما عليها) الذي أقيم في مدينة الرياض والذي بيَّن بعض حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية وتطبيقاتها في الأنظمة الخاصة بالمرأة في المملكة العربية السعودية. وسبب تعجبي تغيب بعض المخادعين المأجورين من الكتَّاب والمفكرين والإعلاميين الذين لهم الصولات والجولات زاعمين أنهم مطالبون بحقوق المرأة , وقد تزاحموا واصطفوا صفوفاً وصفقوا تحيةً في منتدى (جدة الاقتصادي) ومؤتمر (واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية) أو ما يسمى بمنتدى (السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله تعالى عنها-) اللذين تزاحمَ فيهما النساء والرجال مخالطين بعض أهل الكفر من الغرب , فجيَّش المخادعون جيوشهم واخرجوا عتادهم الإعلامي ليظهروا للعالم الغربي أنهم سائرون على خطاهم في تغريب المجتمع تحقيقاً لأحلام أسيادهم. والفارق كبير بين ملتقى الرياض ومؤتمر جدة - لمن اطلع على توصيات كلٍ منهما - فالأول قام به عدد من الأخوات الصادقات – نحسبهم كذلك - اللاتي لا يملأ قلوبهن إلا الفخر والعزة بدينهن والثبات على مبادئهن ويردن أن يخدمن المرأة ويحفظنها - بتطبيق شريعة ربها تبارك وتعالى - , وأما الثاني فقد قام به خلط من الرجال والنساء والأجناس والأفكار منقادين تابعين مأمورين يريدون أن يستخدموا المرأة ويغربونها لتقتدي بالمرأة الغربية - حذو القذة بالقذة - في كل مجالات حياتها. ومن الحملات التي شنها المخادعون على نجاحات ملتقى الرياض أن القائمين عليه لم يصوروا النساء واللاتي لم يكشفن عن وجههن , وهذا تناقض عجيب أيها المخادعون ؛ فأنتم الذين تزعمون أنكم تنادون بالحرية وترفعون رايتها فكيف تحرِّمونها على غيركم ؟!!! فهاهي الحقيقة تظهر أمام الناس , حيث لم تأتِ المشاركات – في ملتقى الرياض - لعرض أجسادهن وملابسهن , وإنما جِئن محجبات عفيفات يحملن راية العلم ويقدمن خلاصة أفكارهن وتجاربهن وأرائهن باتزان وحوار حضاري أمام الجميع يطالبن بحقوقهن الشرعية في لقاء يسوده الألفة والوئام. وختاماً ... أشكر جميع من ساهموا في إقامة ونجاح هذا الملتقى وفي مقدمتهم مركز باحثات لدراسات المرأة متمنياً للجميع الاستمرار والسعي في تحقيق مانتج من توصيات. أبوخلاد ناصر بن سعيد السيف 20 محرم 1433 ه