في كل عام نشاهد القنوات التلفزيونية خلال موسم الحج، تعرض بعض اللقاءات مع العديد من الحجاج القادمين من خارج المملكة، وقد نستغرب أحياناً عندما يُجرى اللقاء مع بعض الحجاج وبالأخص من تجاوز الستين أو السبعين عام، وهو يتحدث بكل سعادة غامرة بأنه تمكن من أداء الحج ولأول مرة بعد هذا العمر، والسبب يعود بالطبع إلى أن تكاليف الحج في بلده باهضة للغاية، فقد أمضى معظم حياته في جمع المال من أجل أن يؤدي هذه الفريضة. هذا المشهد الذي يتكرر كل عام من حجاج الخارج، على ما أعتقد بأنه سينطبق علينا نحن السعوديين وجميع حجاج الداخل، ولن نستطيع أداء هذه الفريضة، بالرغم من أن مناسك الحج تؤدى داخل مملكتنا الحبيبة، وذلك يعود بالطبع إلى الأسعار الخيالية التي فرضتها حملات الحج لهذا العام، وما يثير الغرابة أيضاً بأنه في كل عام نجد إرتفاع في تلك الأسعار وبنسب عالية، وتنافس محموم بين هذه الشركات دون أن نجد المبرر المقبول والمنطقي لرفع الأسعار، فالأرقام تؤكد إرتفاع أسعار هذه الحملات خلال الخمس سنوات الماضية إلى الضعف تقريباً. ليس من الخطأ أن تحقق حملات الحج أرباح ومكاسب نظير ما تقدمه من خدمات لحجاج بيت الله الحرام، ولكن شريطة أن تظل هذه الأرباح ضمن حدود المعقول، فعندما تصل تكاليف أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، إلى مستويات ومبالغ قياسية يعجز أمامها الكثير من الأسر وافراد الشعب السعودي، فهذا يعني أن هناك خللاً واضحاً ويجب التصدي له من الجهات المسؤولة عن هذه الحملات. ومن وجهة نظر متواضعة، أعتقد بأن على جميع الجهات المسؤولة عن هذه الحملات، التحقق من الأرباح والتكاليف الفعلية لهذه الحملات في كل عام، ومن ثم وضع الحد المناسب لهذه الأسعار إلى مستوى لايمكن تجاوزه، مع الأخذ بالإعتبار تصنيف هذه الحملات والمواقع الممنوحه لها في المشاعر المقدسة، وما ستقدمة من خدمات لكل حاج، وحتى لانكون نحن الضحية لطمع وجشع هذه الحملات، فليس من المنطق أن تصل تكلفة الحج الذي تقل مدته عن أسبوع لشخصين، إلى ما يزيد عن إيجار شقة سكنية في السنة. وقفات خاصة :- -إستمرار ارتفاع أسعار حملات الحج كل عام دون ضبط ، يعطي دلائل ومؤشرات بأن معظم أفراد الشعب السعودي من الجيل القادم لن يستطيع أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة، وسيكون أداء هذا الركن هم وعبء على كل مواطن ومواطنة. -بالرغم من أن عدد الطلاب والطالبات معلوم لدى وزارة التربية والتعليم وفق قاعدة البيانات الخاصة بالوزارة، إلا أننا نطرح العديد من التساؤلات عن سبب نقص الكتب وعدم وصولها للمدارس في الوقت المحدد. -المشاهد الخارجة عن إطار المألوف التي نشاهدها تتكرر كل عام في تعبير البعض عن فرحتهم في اليوم الوطني، هل ستكون سبب في إلغاء إجازة اليوم الوطني من باب درء الفتن وحفظ الأمن. -تولي الزميل تركي الهديب منصب مدير المركز الإعلامي والمتحدث الرسمي لبلدية الخرج، ليس بمستغرب، لاسيما بأن الزميل تركي من شباب وكفاءات الخرج الذين نفخر بهم، فكل التهاني والتبريكات له بهذا المنصب الجديد. -العبارات والجمل الرنانة والبرامج التي قدمها المرشحين للمجلس البلدي، هل سيتم تطبيقها على أرض الواقع بعد ترشيحهم، وهل سيكون لهولاء الأعضاء صوت مسموع وكلمة مؤثرة،أم سيظل الحال كما كان. دمتم بخير .