جزمت مصادر مطلعة بأن إغلاق جميع حملات الحج الداخلية المعتمدة أبوابها في وقت باكر من دخول موسم حج هذا العام كان السبب الرئيس في ظهور حملات الحج «الوهمية» التي زادت عن ثماني حملات حج استطاعت الجهات الأمنية في ما بعد كشفها، وملاحقة أصحابها. وأوضحت ل «الحياة» أن إغلاق تلك الحملات أبوابها أمام المستفيدين منها والراغبين في التسجيل وأداء نسك الحج باكراً جاء بسبب الإقبال الكبير التي شهدته حملات الحج الداخلية، عوضاً عن ضآلة المساحة الممنوحة لها من قبل وزارة الحج ناتج الطاقة الاستيعابية البسيطة المخصصة لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، التي لم يمكن تجاوزها نظراً إلى محدودية مشعر منى، إضافةً إلى رغبة وزارة الحج في منح الأولوية لحجاج الدول الإسلامية والخارجية وتمكينهم من أداء الشعيرة. ولفتت «مصادر الحياة» إلى أن هذا الإغلاق سبب إزعاجاً كبيراً لعدد من المواطنين الذين كانوا يرغبون في أداء فريضة الحج، وهو ما شجع بدوره ظهور الحملات الوهمية، وتهافت الناس عليها من أجل أداء فريضة الحج، مشيرةً في هذا الجانب إلى ضرورة تدخل وزارة الحج، ووضع حلول سريعة لاستيعاب حجاج الداخل الراغبين في أداء «فريضة العمر». وكانت الإدارة العامة لشؤون حجاج الداخل في وزارة الحج أعلنت على لسان مديرها إبراهيم الجابري أن هناك طاقة استيعابية مخصصة لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، لا يمكن تجاوزها نظراً إلى محدودية مشعر منى، والمملكة تعطي الأولوية لحجاج الخارج من أجل تمكينهم من أداء هذه الشعيرة، فعدم وجود مواقع مخصصة لشركات ومؤسسات حجاج الداخل هو السبب في إقفال الحجز في وقت باكر، بسبب أن لكل شركة ومؤسسة عدداً محدداً لا يمكن أن تتجاوزه. من جانبه، أوضح صاحب إحدى حملات حجاج الداخل (حملة الخزاعي) محمد الخزاعي أن حملته استقبلت كثيراً من طلبات التسجيل من حجاج الداخل، مشيراً إلى أن الأعداد التي منحت لحملته لم تكن كافية خلال هذا العام، نظراً إلى الإقبال الشديد من جموع الحجاج (مواطنين ومقيمين) خلال موسم الحج الماضي. وأكد صاحب الحملة التي تحمل الفئة « ه» أن على وزارة الحج أن تعد إعلان قوائم الحج المعتمدة بشكل يوازي الإقبال الكبير عليها حتى يكون الحاج أو الراغب في أداء فريضة الحج على علم كامل بنوعية الحملة إن كانت معتمدة فعلاً أم أنها ليست في سلم الاعتماد الأساسي. وأوضح أن إعلان أسماء قوائم حملات الحج على موقع الوزارة لا يكفي أبداً، فلا بد من حملة إعلانية كبيرة عبر وسائل الإعلام أو استخدام ملصقات توزع بشكل كبير على مواقع استخراج تصاريح الحج الرسمية، مشدداً على أن كثيراً من المغررين بهم في الحملات الوهمية دائماً ما يكونون في قرى نائية أو بعيدة عن الحدث. بدوره، أكد أحد الموظفين في حملة حجاج الداخل، (حملة «الفرقان») حسن خورمي أن ارتفاع أسعار الحملات الداخلية لهذا العام ربما تسبب في هروب الكثيرين إلى حملات حج أخرى اتضح في ما بعد أنها وهمية بسبب عروضها المادية الضعيفة، والتي جلبت هذا الكم الكبير من الحجاج المغرر بهم، لا فتاً إلى أن إغلاق الحملات الأخرى أبوابها بشكل باكر دفع بهؤلاء إلى الوقوع في شراك الحملات الوهمية الخادعة. وحدد أن ارتفاع أسعار الحملات يعد من الأسباب القوية التي ظهرت جلياً هذا العام بشكل مبالغ فيه، وطالب بتدخل فوري لجميع الأجهزة المسؤولة لتحديد أسعار معقولة لحملات الحج المختلفة خصوصاً الداخلية، «حتى يصبح الحاج على دراية كاملة بأسعار الحملات، وحتى لا يقع في فخ الاحتيال أو التلاعب من قبل أصحاب الحملات الوهمية، إضافةً إلى أن تحديد الأسعار بشكل رسمي وواضح سيجعل الحجاج في مأمن من كل هذه التلاعبات المختلفة».