ارتفعت أسعار حملات الحج الداخلي خلال الأسبوع الماضي بنسب تراوحت بين 30 إلى 40% وتلاعبت الغالبية العظمى من شركات تنظيم الرحلات بالأسعار في ظل زيادة الطلب على الحملات هذا العام من المواطنين والوافدين الراغبين في أداء فريضة الحج ..واختفاء ما يسمى بالحج منخفض التكاليف تماما لدرجة ان البعض ادعى بانه "خرج ولم يعد " وذهب البعض فى التشاؤم الى الزعم بأن وزارة الحج الغته تماما . والقت الشركات باللائمة على وزارة الحج التي خفضت المساحات المخصصة لكل حملة لتستوعب اعداد اقل من الاعداد المقررة لها عن ذي قبل. وزعم اصحاب الشركات ان السبب في ارتفاع الأسعارلديهم ما بين أسبوع وآخر انهم في بداية الاعلان عن فتح باب الحجز قدموا عروضا ترويجية لجذب العملاء .. ولكن بعد يومين فقط انتهى - من وجهة نظرهم - موسم العروض وعادت الأسعار إلى طبيعتها. وكان اللافت فى حجز هذا العام ان اعداد النساء الحاجزات لأداء الحج فاق اعداد الرجال . وأكد عدد من الراغبين في أداء المناسك انهم وبمجرد إلاعلان عن فتح باب التقديم للحج منخفض التكاليف سارعوا إلى الشركات ..للحجز ولكنهم فوجئوا بعبارة واحدة على لسان جميع الشركات المكلفة بتنظيم الحج المنخفض وهي "انتهى التسجيل.. اكتفينا ..!" . وفي جولة ل(المدينة) للسؤال عن الحج منخفض التكاليف وأسباب اختفائه بهذه السرعة التي سبقت الإعلان عن أسماء الشركات ..رفض بعض أصحاب الشركات الإجابة عن السؤال فيما يخص هذه النوعية من الحج وبدت على ملامح الكثيرين منهم علامات وايماءات تشي ولا تصرح بان ربما يكون هناك أمر يخفونه ولا يرغبون في الحديث عنه أو ان هناك من الأشياء التي يخشون تعريتها أمام الكافة .. وهذا ما اشار اليه أحد أصحاب الشركات الذي رفض ذكر اسمه وقال:"أخشى لو تحدثت عن الحج منخفض التكاليف ان يتضرر زملاء مهنتي " الى هذا اكد البعض الآخرمن اصحاب الشركات انهم لا يعرفون شيئا عن الحج المنخفض هذا العام .. وان كانوا قد عرفوه فى العامين الماضيين ..! وقالوا : ان هذا الحج رغم انه بدأ منذ 3 سنوات وكان بمثابة حل رائع لإشكالية الافتراش والقضاء على المخالفين من الحجاج الذين يرغبون في الحج و لا يستطيعون تحمل تكاليف الشركات المبالغ فيها الا اننا لا نعرف و لم نسمع عنه اي اخبار هذا العام . .. وفى السطور التالية آراء اصحاب الشركات وبعض الراغبين فى اداء الحج . * اكتفينا في البداية يقول إبراهيم رميح مقيم بالمملكة منذ 7 سنوات : أرغب في أداء مناسك الحج هذا العام ومنذ أول ذي القعدة وأنا أبحث في شركات تنظيم الحج منخفض التكاليف ولا أجد فجميع الشركات التي أعلنت عنها وزارة الحج على موقعها الاليكتروني المختصة بتنظيم الحج منخفض التكاليف اتصلت بهم ومن كانت أرقام تليفوناته صحيحة رد علي ولكن للأسف كانت تأتينى على الطرف الآخر نفس الإجابة .."اكتفينا "هذا مع العلم انني كنت حريصا على الاتصال بالشركات فور الإعلان عن أسمائهم من الوزارة. ومضى يقول: توجهت خلال الأسبوع الماضى إلى شركات تنظيم الحج العادي ولكنني اكتشفت مبالغة في الأسعار وتفاوتا بين الشركات وبعضها البعض فكان السعر يبدأ من خمسة آلاف ويصل حتى 10 آلاف حسب الفئة التي يقع بها المخيم في منى فمثلا الفئة (د) تراوح السعر في بعض الشركات بين خمسة آلاف وتصل نفس الفئة في شركات أخرى إلى سبعة آلاف فى حالة وجود القطار وستة آلاف ريال للفئة "ه" مع القطار أما الفئة (أ) فهذه بدأت من ثمانية آلاف ونصف وانتهت بعشرة آلاف ونصف فى جدة ..ولست ادرى كيف الحال فى المناطق الاخرى البعيدة. ويوضح ان هذه الأسعار مرهقة جدا للبعض الذين لا يتحملون تكلفتها ويلفت رميح النظر إلى نقطة هامة وهي قضية الافتراش ويرى ان أحد أسباب دفع العديد من الحجاج إلى الافتراش هو المبالغة من قبل الشركات في الأسعار ويتساءل: هل نظير مبيتي في منى 3 ليالي اتحمل مبلغ يفوق الخمسة آلاف ريال وأنا احتاج إلى 12ألف ريال لكي احج أنا وزوجتي هذا مع الوضع في الاعتبار ان الفئة (د) هي آخر حدود منى أما الفئة (ه) فهي خارج منى وهذه أسعارها قفزت إلى مبالغ خيالية تخطت حاجز الخمسة آلاف ريال في الشركات التي بها قطار وأقل من هذا المبلغ للشركات التي ليس بها خدمة القطار. * تفوق النساء ويشير إبراهيم السيد مسؤول بشركة تنظيم رحلات حجاج الداخل من الفئة (ب) إلى زيادة الاقبال هذا العام على الحج بخلاف الأعوام السابقة بدرجة كبيرة موضحا ان شركته انتهت من تسجيل أسماء الراغبين في الحج في مدة لم تتجاوز 4 أيام من فتح باب التقديم. ويعتقد ان احد أسباب الاقبال الكبير على الحج هذا العام ان الكثير من الأسر ادخروا راتبي الشهرين - اللذين أمر بهما خادم الحرمين الشريفين هذا - العام لأداء الحج خاصة العوائل الذين لم تكن ميزانياتهم تسمح بادخار مصاريف الحج. ويشير تزايد عدد النساء هذا العام عن عدد الرجال المسجلين في الشركات ويقول: ان قوة شركتنا تستوعب 1370 حاجا منهم 700 امرأة أي ان عدد النساء يفوق على الرجال الراغبين في الحج هذا العام. ويؤكد حقيقة ان هناك تلاعبا بالاسعار من جانب بعض الشركات بدليل ان هناك بعض الشركات رفضت استقبال الراغبين في الحج فى البداية رغبة منها في رفع أسعارها بعدما تكون الشركات الاخرى قد انتهت من استقبال الاعداد المخصصة لها .. هذا على الرغم ان الأسعار مرتفعة هذا العام بنسب تتراوح من 20 إلى 30%. * خسائر الانفلونزا ويوضح أحمد ابكر مسؤول بإحدى شركات تنظيم حج الداخل ان شركته في العادة كانت تستقبل الراغبين في الحج حتى يوم 7 ذي الحجة في إشارة إلى ضعف الاقبال في الأعوام السابقة ولكن هذا العام الوضع مختلف تماما فقد اكتفينا بالاعداد المقررة لنا من وزارة الحج ورغم ذلك يوجد لدينا طلبات تخطت نحو ألف طلب لا نستطيع قبولهم لانه لا يوجد لهم مكان. ويرى ان الاقبال الكبير هذا العام يعود إلى ان هناك اعدادا كبيرة لم تخرج للحج في العام قبل الماضى بسبب انفلونزا الخنازير لدرجة ان بعض الشركات لم تستطع تنظيم حملات لاعداد قليلة وصلت إلى 4 أفراد وتخلت عنهم شركات أخرى ناهيك عن الشركات التي منيت بخسائر كبيرة في تلك الأثناء. ويفسر معاذ زيلعي مسؤول بشركة حج داخلي أسباب ارتفاع الأسعار في فئة (ه) رغم ان مخيماتها تقع خارج حدود منى بسبب وجود القطار ويقول: تفضل بعض العوائل الحجز في حملة بجوار محطة القطار عن الحجز في حملة تبعد مخيماتها عن جسر الجمرات بنصف كيلو مثلا لانه مع وجود القطار تتساوى جميع الفئات بل يكون المخيم المجاور للقطار سواء كان فئة (ه) أو (د) أفضل من الفئة (أ). ويحمل معتوق خيشان المولد مسؤول بإحدى شركات الحج وزارة الحج المسؤولية في ارتفاع أسعار الحملات هذا العام التي رفعت أسعار المخيمات على الشركات بنسبة تصل إلى 50% عن العام الماضى هذا في الوقت الذي يؤكد فيه ان اختلاف الأسعار بالشركات من أسبوع إلى آخر يرجع إلى ان بعض الشركات قدمت في البداية عروضا لجذب العملاء وسرعان ما انتهت هذه العروض بانتهاء التسويق وعادة الأسعار لما كانت عليه. ويؤكد أحد المسؤولين بشركة حج -رفض ذكر اسمه- ان فكرة الحج منخفض التكاليف حينما بدأت منذ 3 سنوات كانت فكرة جيدة للقضاء على الافتراش ولكن نظرا لقلة العدد المخصص لهذا النوع من الحج يحدث الاكتفاء بالشركات التي تنظيم هذا النوع من الحج فورا عقب فتح الباب للتقديم خاصة وان عدد الشركات لا يتعدى نسبة 5% من الشركات . ويحذر من عودة ظاهرة الافتراش بسبب مغالاة بعض الشركات في الأسعار وتلاعب البعض الآخر بها على حساب راغبي الحج. أسباب الزيادة وارجع مساعد الشقران مدير شركة تنظيم حج وعبدالرحمن زيدان مشرف تفويج زيادة الاسعار فى الحملات هذا العم الى وجود القطار وارتفاع تكلفة الاعاشة وزيادة اجور الموظفين وارتفاع تكلفة الباصات التي يتم استئجارها بأسعار تتراوح من 35 إلى 45 ألف ريال خلال ايام الحج لنقل الحجاج القادمين من الرياض والمناطق البعيدة من المطار الى المشاعر وعودتهم. وقال:الحج منخفض التكاليف نعرف انه كان موجودا قبل سنتين.. ولا نعلم عنه شيئا هذا العام.