كثيرا ما نزفت الأقلام الصحفية بالمطالبة للسماح بقيادة المرأة للسيارة فيما استغرب شدة إلحاح الأخوات على هذا الطلب وكأنه العائق الوحيد الذي يحول بينها وبين النجاح ، ما حدا ببعض الجريئات أن تنزل للشارع وتنشر مقاطع يوتيوب لقيادتها النبيلة للسيارة وكأنها هي كل البنات اللاتي سيقدن فيما بعد . بل وقد وصل بالكثير من الأخوات أنها تتحدث وكأن الرجل المتهم الأول في منعها ، فيما لو وقفت مليا قبل مقالها والأخرى قبل نشرها ممارساتها في تعدي القوانين وسألت هل ما تطلبه مهيأة الظروف له ؟ إننا نحن كشريحة متفهمة لا نمانع في أن تقود المرأة إدارة ما متى كانت هي المستحقة بقيادتها ، ولا نقف بتاتا أمام أي نجاح وعلى أي مستوى وأي مجال ولكننا نشجب الكثير من الأقلام التي تطالب بشيء لا ترى فيه سوى منالها ومطلبها وتنسى أو تتناسى تلك العوائق التي ربما ستظهر لها إزاء ما تطلب ، وإني من هنا أقول لتلك التي تطالب بقيادة المرأة لما لا تطالبي بوضع قوانين صارمة فيما لو أستغلت المرأة قيادتها للسيارة لتمارس شيء من أخطائها ؟ وانت تعلمي أيها الفتاة العصامية ماذا يعني خطأ الفتاة لو قدرناه اجتماعيا ماهي الخسائر . كما ولا تنسي يا امرأة تطالب بحقها الوحيد الذي تزعمي بأنه سلب منك أن المكان لا يستوعب سيارات الرجال والاتوبيسات التي تحمل الكثير منكن فلووقف بمكان هذا الأتوبيس أمام الإشارة عشر فتيات منكن كل منكن على سيارتها كم من الوقت تحتاجيه للوصول لجامعتك .. لثانويتك .. لعملك ، وأنت تعي ذلك جيدا ، عليك ان تتذكري عزيزتي المناضلة بأننا مازلنامجتمع لايقدر القيادةولا يحترم الطريق ومعك من يحميك تجدي المضايقات والتلصص على شخصك فمابالك لو كنت بمفردك وانت تعلمي ان الكثير من المحافظات و المدن المترامية الأطراف أن المرور فيها كعدمه ، ولوأتينا لحجم التفكير الإجتماعي ونظرة المجتمع لك إن كنا مازلنا ننظر لصوت لمرأة من وراء حجاب أنه عورة وحرام وكبيرة من الكبائر فما نظرتنا لك أمام إشارة في شارع القاعدة مثلا أو ونحن ننتظر فخامتك متي تنتهي من محطة البانزين لنملأ سياراتنا وقود ونسير وراءك نحاول اقتناص لمسة من جمال الكحل في عينيك أو نور كفيك الذي سيؤخرالغروب قليلا في عيوننا نحن الذي ابحنا لها النظر برضى منك . إن المرأة التي تطالب بحقها في القيادة ولم تطالب بتهذيب المجتمع وتهيئته .. ولم تطالب أيضا بتهيئة المكان .. ولم تستوعب الأخطار التي ستتعرض لها ازاء خروجها بسيارتها ، لهي امرأة مراهقة وجب علينا تقنين فكرها لأنها فعلا لا زالت أصغر بكثير من استيعاب ما سيترتب على خروجها من أخطار . واسمحوا لي أن أرد على تلك التي تزعم بأننا نهمش دورها كأمرأة أنها هي من يرمي فشلها على عاتق الرجل ويتهمه بإقصائها وعليها أن تسأل من وقف في طريق العالمة " فاتن خورشيد " وغيرها من العاملات والساعيات وراء النجاح ، أما المرأة التي لاتنادي إلا بمطالب تعلم ضيق استيعابنا لها وخاصة في ظل هذه الظروف فتلك لا أجد لها تصنيفا سوى البحث عن الشهرة كما عملت الشريف التي نادت وتشجعت وبعد أن سحبت لإستجوابها لم تجد سوى دمعتها ومطالبتها باستدعاء من كن يشجعنها على قيادة السيارة في شوارع الخبر . شرط / كي تصل للقمة دون أن تسقط فتتردى لابد أن تعي الطريق الذي تسير فيه وإلا ..... علي المالكي