جمال .. هل أنت واقف على باب الليبرالية أم أحد روادها . - قواسمنا المشتركة في الحوار ألا مساومة على الثوابت . - الاستفتاءات الفضائية والإلكترونية أسقطت ادعاءاتك يا جمال . - صحيفتك السابقة أحادية الطرح ولا تتنفس إلا برية واحدة . - نشرت كتابات تنسف الثوابت وتقارع الأصول . - اعترفت بأنك تستكتب الإنسان لرأيه لا لدينه . - حملت عتب الأمير خالد الفيصل على من غيب البسمة وتركت عتبه على من حمل منهج التغريب . - يا جمال : اسمع كلامك أسدأك أشوف عمايلك استعقب . - يا جمال : اللي بيته من زجاج لا يرمي بيوت الناس بالحجر . - ترى أن فكرك موافق للمجتمع فكيف يفرح المجتمع إذا هجاك أحد ؟! . - يا جمال يبدو أن ( بَلاك من البيري بْلاك ) ----------------------------------------------------- في الحوار القريب الذي أجرته صحيفة ( سبق ) الإلكترونية مع أخينا الأستاذ جمال خاشقجي ختم الحوار بتمني خروج تيار سعودي يلغي حرب الكوابيس والخندقة .. داعيا – من سماهم - خصومه إلى كلمة سواء بينه وبينهم .. وطالب الجميع بالتعاون على ( المتفقات ) والتعاذر في ( المختلفات ) وتوسل إلى خصومه بأن يحسنوا الظن فيمن يوصفون ب ( الليبراليين السعوديين ) إلا إذا ظهر منهم الكفر البواح .. ولازم كلامه – أصلحه الله - يقتضي بأن أفعالهم إذا كانت دون الكفر البواح فهي من ( المختلفات ) التي يعذرون في ارتكابها أو الدعوة إليها مثل الزنا وشرب الخمر والظلم وسرقة المال العام ، لأنها كلها أعمال دون الكفر بلا شك . ولا أخفيكم أني قرأت الحوار مرات عديدة ، كنت أكتشف في كل مرة من الغرائب ما يشده الأفواه خاصة وأن أخي جمال قد وصف نفسه في الحوار بأنه الصحفي المحترف والكفاءة المعيَّنة وابن التيار الديني والواقف على باب الليبرالية دون أن يلجه . وقد بدا لي أن أطرح لسعادته عددا من التساؤلات تاركا الحكم للقراء في مدى قربها وقرب إجاباتها من المنطق العقلي أو بعدها عنه كيما نصل - من خلالها - إلى نتائج مرضية . أخي جمال : حين يصفو المشرب يحلو مذاق ( الكلمة السواء ) ويصبح هضمها ميسورا على ( المختلفين ) وحين لا نجد إلا أخلاطا من المشارب المتناقضة في الشخصية الواحدة فإن من المحال أن تُرى ( كلمة السواء ) بالمناظير أو تُبصَر بالتلسكوبات فضلا عن العيون المجردة ، وبالتالي فالكلام تجاهها سراب في سراب في سراب . وقد وجدت في الحوار الذي أجرته معك ( سبق ) تلك المشارب المتناقضة التي لا تتحقق معها ( كلمة السواء ) ما دامت تسير على مبدأ : يوماً يمانٍ إذا لاقيتُ ذا يمنٍ ... وإن لقيتُ معدِّياً فعدنانِ ولو سمحتْ لي مهنيتك الصحفية واحترافيتك الإعلامية بتتبع هذه المتناقضات فستؤمن معي بأن ما تتمناه من التنادي إلى ( كلمة السواء ) إنما هو جزء من هذه التناقضات المؤلمة ، ذلك أن صاحب المبدأ الواضح – ولو كان منحرفاً – يمكن التحاور معه والخروج بنتيجة ما ، أما حين يتشتت الذهن والفكر والموقف والمنهج فسيكون الحوار باردا عديم الفائدة .. فلنتفق على مبدأ ننطلق منه في الحوار وليكن ( لا مساومة على الثوابت ) تاركين الحكم للقراء الكرام فيما نتوصل إليه من نتائج .. والله الهادي إلى سواء السبيل . أولا : ذكرتَ أصلح الله حالك أن ( فكرك متوافق مع مجتمعك ) وهذا ادعاء تعوزه الحقيقة وتبحث عنه المصداقية فقد نطقت الإحصاءات في عدد من المنابر الإعلامية بخلاف ما تقول ، ولعلك تذكر الاستفتاء الذي بثت نتائجَه ( قناةُ دليل ) في الحلقة التي شاركتَ فيها مع فضيلة الدكتور عوض القرني حين كنت تدعي أن العلماء والدعاة وطلبة العلم هم صناع الكوابيس في السعودية وكانت نتيجة الاستفتاء ساحقة ماحقة لادعائك ، فقد أجاب ( 95% ) من الجمهور بأن صناع الكوابيس هم ( الليبراليون التغريبيون ) وحين جاءت نتائج الاستفتاء موافقة – لا أقول لما لم تكن تتوقعه - بل لما توقعته في قرارة نفسك قلتَ حينها بكل براءة وعفوية : \" تمنيت أن النسبة الأعلى كانت لخيار ( لا يوجد ) \" . وكنتَ تدعي أن المجتمع يريد قيادة المرأة للسيارة فأسقطت ادعاءَك الاستفتاءاتُ المنشورة في الصحف المحلية والمواقع الإلكترونية .. وكنت مع الرأي الذي يزعم أن المجتمع يتهم العلماء بالتشدد فهجاك المجتمع المحب للعلماء مهما كان تقصيره ، إلا إذا كنت بهذه الأوصاف تقصد مجتمعا آخر غير مجتمعنا السعودي فأنا أستغفر الله من تقويلك ما لم تقل . ثانيا : ذكرتَ بأن صحيفة الوطن للجميع وهذا ادعاء تسقطه براهين الواقع فقد ثبت بالأدلة المادية أن صحيفة الوطن أحادية الطرح تعيش بعقلية البعد الواحد وتتنفس برئة واحدة ولدي عدد من المواقف يشهد على بعضها ( مسعود وصباح ) ( معليش : أردت أن يدلي بالشهادة رجلان فتذكرت أنكم لستم ذكوريين في هذا المسار ، فقررت أن يدلي بالشهادة رجل وامرأتان فتذكرت أنكم تغضبون من التمييز العنصري ضد المرأة ؟ فسايرتكم - هذه المرة فقط - برجل واحد وامرأة واحدة ) نرجع لموضوعنا : وها هي شكاوى العقلاء تملأ المواقع من هذه الإقصائية الظاهرة حتى في كتابة التعليقات على موقع الصحيفة الإلكتروني . ثالثا : ذكرتَ حرص المجتمع السعودي على الثوابت الشرعية والوطنية وجعلتَ نفسك واحداً من هؤلاء الحريصين على هذه الثوابت – لا أقول على عدم المساس بها بل على صيانتها - وكم كنت أحب ذلك لك وأرتضيه منك – غير أن الدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء .. فدعني أسائلك : هل من الثوابت مخالفة شريعة الله تعالى فيما أجمعت عليه الأمة وتجاوز سياسة الإعلام السعودي في ميثاقه المكتوب المنشور ؟؟!! ستقول : لا ، وربما تقول هذا كلام عام عائم فهل من دليل ؟ وسأقول لك : نعم ، سأورد لك عشر معشار ما نشرته صحيفتك مذ توليت تحريرها فاستمع لما يُتلى : هل نشر الصحيفة - التي كنت ترأس تحريرها - مقالات الثناء على الطواف بالقبور ودعاء أهلها من دون الله يخرق ثوابت العقيدة أم لا ؟ وإذا كان المقال ( الطالعي الكارثة ) قد مر في غفلة منك فلم لم تعتذر للمسلمين عن نشره خاصة مع ملازمتك لتقنية البلاك بيري التي تتابع من خلالها أطروحات الصحيفة أولا بأول كما تقول ؟؟!! . ألم يقل كتَّاب صحيفتك أن من وصف المرأة بأنها عورة وجبت محاكمته فإن لم يكن فلا أقل من ضربه !!! ونبيك صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح : ( المرأة عورة ) انتبه ! ليست القضية فقهية فحسب !!! إنها قضية عقدية خطيرة !!! ألم تقل صحيفتك بأن الاختلاط معيار للتربية الصحيحة ؟! كيف تستقطب صحيفتك كويتبة تجاهر بالدعوة إلى العري الفاضح مدعية بأن قطعة قماش – يعني الحجاب – لا يمكن أن تحدد العلاقة بين العبد وبين ربه ؟! وتجاهر إلى جوار ذلك بالدعوة إلى أن يكون المرأةَ الواحدة أربعةُ رجال أسوة بالرجل الواحد لأربع نساء ؟! ألم تحاول صحيفتك إسقاط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عشرات المقالات ، ومنها مقال : الهيئة وتبرير الوجود ؟! هل تهييج الناس على مؤسساتك الشرعية الرسمية التي فوضها ولي الأمر مناقض للثوابت الوطنية أم لا ؟؟!! لماذا جعلت صحيفتك النصوص الشرعية غرضا بالتأويل الفاسد والتوظيف الخطير كي تخدم أفكار الليبرالية الخبيثة ؟؟؟!!! ما رأيك في تشكيك صحيفتك في الأحاديث الصحيحة الواردة في البخاري ومسلم ووصف بعض من ينتسبون لصحيفتك بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها متوحشة ؟؟؟!!! . هل استهداف العلماء والقضاة والدعاة وحلقات التحفيظ وجمعياته والمراكز الصيفية وتشويه صورتهم وافتراء الكذب عليهم مناقض للثوابت الشرعية والوطنية أم لا ؟؟!! هل استكتاب المستهزئين بحدود الله المتطفلين على شريعة الله المنادين بتعدد الرجال الساخرين من الحجاب الذين يقولون نحن لا نستفتي أحدا فنحن مفتو أنفسنا .. هل هذا كله من ( المختلفات ) التي يقبل فيها الرأي والرأي الآخر ؟؟؟!!! .. أم أن هذا كله من ضرب ثوابت الدين والوطن ؟؟!!. بالله عليك ما حكم كشف المرأة لمفاتنها على صفحات جريدتك ( الشعر – النحر – الصدر – الظهر - الساق ) أهذا كله من المختلفات ؟؟؟؟!!! والخوف أن يكون في مشاريعك الإعلامية المستقبلية ما هو أفظع وأبشع ، فقد يُتوسع في القناة ما لا يُتوسع في الصحيفة .. ولست تجهل أن كشف هذه المفاتن أمر مجمع على تحريمه في كافة الديانات السماوية فأين ذهبت ثوابتك يا أبا صلاح ؟؟!! وهل يمكن لنا أن نصدق - بعد هذا كله – دعوى الحرص على الثوابت ؟؟!! إلا إذا كانت دعوتك ل ( كلمة السواء ) مرحلة جديدة تستقبل بها حياتك الإعلامية فهي بشارة نزفها معك للعالمين .. رغبة في أن تكون باب خير لا يوصد ، ومن يدري فقد قال الأول : كم فرحٍ بعد إياسٍ قد أتى ... وكم سرورٍ قد أتى بعد الأسى عنايةُ اللهِ على طولِ المدى ... كلمحةِ الطرفِ إذا الطرفُ سجى رابعا : طالبت الناس أن يخرجوا من التيار الديني والليبرالي إلى التيار الوطني السعودي ولم تذكر معايير هذا التيار أو تحدد مرجعيته ؟؟!! لأنك تعلم أنك لو ذكرت مرجعيته لقلت : الدين ، وهنا يقول لك المنطق : كيف تطالب بتيار وطني سعودي مرجعيته الدين وأنت في ذات الوقت تطالب بترحيل هذه المرجعية الدينية تحت عبارة ( إخراج التيار الديني ) ؟؟!! ألم تعلم - وفقك الله لكل خير - أن المجتمع كله تيار ديني واحد يجب أن تكون مرجعيته كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم على فهم سلفنا الصالح وأن الدولة تعلن انتماءها لهذا المنهج المبارك !!! ولا تقل : أنا أقصد تيارا ولا أقصد الدين ، فنقول لك : ألم يصف ربنا سبحانه المتدينين بأنهم حزب الله المفلحون فقال : ( ألا إن حزب الله هم المفلحون ) فما بالك ترحل مصطلح الدين بعد أن قزَّمته في تيار معين كيلا يحكم التوجه وتطالب بتيار هلامي لم تحدد معياريته أو تذكر مرجعيته ؟؟؟!!! خامسا : لا يستقيم وصفك لنفسك بأنك ابن التيار الديني وأنت في الوقت نفسه تعتمد المعايير الليبرالية النفعية البراجماتية الذرائعية ، وستقول : كيف ؟ فأقول : أليست ( روتانا ) عندك ناجحة لأن ( مردوخ ) ضخ فيها 70 مليون دولار ؟! أليس الحكم على النجاح والفشل في العمل الإعلامي عندك هو ( السوق والإيرادات ) لا الدين والأخلاق ؟! أوليس ( ستار بوكس ) في نظرك ناجح لأنه ( مستمر ) ؟؟!! أولست تعد جمهورك في قادم الأيام باستقطاب ( الفاتنات الحسناوات ) الموصوفات في المعيار الشرعي ب ( المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى ) ؟! ويحك يا جمال !! أما سمعت أمَّ الراهب حين دعت على ولدها فقالت : ( اللهم لا تُمِتْهُ حتى تريه وجوه المومسات ) ؟؟!! ليكون المشترك بين المومسات والإعلاميات المتجاوزات للشرع هو ( تبرج الجاهلية الأولى ) . أوليس استكتابك لحملة الأقلام في صحيفتك أمرا مجردا عن الدين ؟! ألم تقل : أنا أستقطب الإنسان لرأيه لا لدينه ، وهو ما جعل بعض كتاب صحيفتك يهزأ بالشريعة ويبشر بسعودية جديدة غير السعودية التي ينادي بها ولاة أمرنا وفقهم الله قائلين : ( لا مساومة على الدين والوطن ) ؟! سادسا : ألم يشن كتاب صحيفتك هجوما فظيعا على ( القارىء ) عادل الكلباني حين أفتى بكفر علماء الشيعة ثم تحوَّل الكلباني بقدرة قادر إلى الشيخ الفاضل والعالم المجتهد والمفكر خارج الصندوق لمجرد فتواه بحل الغناء ؟؟!! ويحكم يا محترفي الإعلام !! كيف تلعبون بعقول الناس إلى هذا الحد ؟! إلا إذا كان هذا هو الاحتراف والمهنية والكفاءة فلتحيا الازدواجية في حياة المحترفين . سابعا : ما زلتَ تردد شنشنة الكوابيس مدعيا أن تيارا حزبيا صنعها وأوهم الناس بأن هناك تغريبيين متحالفين مع الغرب يدارون بليل .. ولا ندري هل نصدقك أم نصدق رجل الأمن الأول في المملكة الذي وصف صحيفتك بأنها ذات توجهات مشبوهة وأنها تستكتب أهل الأهواء الذين يكتبون ضد العقيدة والوطن ؟! فمن الذي يستكتبهم ألست أنت يا رئيس التحرير ؟! ما بالك – هداني الله وإياك صراطه المستقيم - تؤمن بعتب سمو الأمير خالد الفيصل على من غيَّب البسمة ثم لا تؤمن في ذات الوقت بتحذير سموه من تيار التغريب في البلد ؟! هل هذا هو الإنصاف الذي اكتسبته من كفاءتك الإعلامية ومهنيتك الصحفية ؟؟!! لماذا لا تكون من الذين ينكرون تغييب البسمة عن مجتمعنا ويلعنون في ذات الوقت من بارك التغريب والتفجير في جنباته ؟! ثامنا : لماذا جبنت عن ذكر أسماء الحزبيين حين طلب منك محرر ( سبق ) أن تسميهم ، وعللت ذلك بالخوف من الانتهاء في المحاكم ؟! وهنا أقول : ما الذي يضيرك إذا انتهيت للمحكمة وأثبت صدق دعواك على هؤلاء بالأدلة والبراهين لتكون بذلك مخلصا لوطنك وأمتك ؟! أم أنك لم تكن تملك الدليل وبالتالي لم تكن تملك الحقيقة فقعدت عن المواجهة ؟! وعندها أقول : هل المهنية الإعلامية والاحترافية الصحفية تسمح لك - وأنت لا تملك الدليل والحقيقة - أن تصنف الناس وتتهمهم وتحرض عليهم لمجرد أنك تملك منبرا إعلاميا ابتلاك الله به ؟! أي أخلاق صحفية محترفة هذه يا أبا صلاح ؟! وهاهم خصومك قادرون على تسمية الليبراليين أمام المحاكم وهم قادرون على إيراد آلاف الأدلة على ليبراليتهم ، فهل هم أصدق لهجة وأشجع موقفا وأكثر منطقا ورؤية منك ، مع أنهم ليسوا من محترفي العمل الصحفي كما احترفته أنت ؟! تاسعا : صرحت بقنبلة مدوية بأنك ابن التيار الديني وأنت في الوقت نفسه تطالب بتنحيته عن الديار السعودية فكيف نجمع بين هذه التناقضات ؟؟!! أنسيت أن الصحفي يجب أن يمتلك العقل الترابطي ليجمع بين أطراف الكلام فيرد آخره على أوله لئلا يقع مع خصومه في مواقف محرجة تجل عن الحصر . عاشرا : ما شاء الله تبارك الله تذم الحزبيين – كما تقول - وتعاديهم وتصفهم بأخس الأوصاف وتستعدي عليهم ، وأنت في ذات الوقت تستشهد بكتبهم في الحلال والحرام وتحن لتلك الأيام الخاشعة في كهوفهم وتتمنى أن يأتيك الموت على تلك الحال الخاشعة التي لم تجدها على باب الليبرالية أو حتى في غرفة نومها أو في مغازلتها من بعيد ؟! هذا إذا سلمت لك بأنك لم تكن من ضحاياها فضلا عن أن تكون من روادها .. مع أني ( أسمع كلامك أَسَدَّأك .. أشوف عمايلك أستعقب ) . حادي عشر : وصفتَ محرر ( سبق ) بأنه يعرِّض بالناس ، وأنت يا رئيس التحرير ماذا تفعل ؟؟!! لا أقول بالناس ، بل بالعلماء وحملة القرآن والمؤسسات الشرعية ؟؟!! أحلال على بلابله الدوح ... حرام للطير من كل جنس ؟؟؟!!!! ثاني عشر : ذُهلتُ حين رأيتك سُئلت عمن هجاك فقلت : ( أزعجني المجتمع الذي يقبل بهذا الشيء عيب أن نقبل بهذا ) ما بال المجتمع الآن يقبل هجاءك ويفرح بسقوطك وأنت تقول في أول الحوار : ( أعتقد أن فكري متوافق مع مجتمعي ) ما دام فكرك متوافق مع مجتمعك فلماذا أزعجك هذا المجتمع المبسوط جدا من هجائك ؟؟!! مع شهادتك بأن الذين وقفوا معك ضد هذا الهجاء كانوا قلة قليلة ؟؟؟!!! شيء محير يا جمال ؟؟!! وهذا ما يؤكد لي أن المجتمع الذي تراهن عليه ليس مجتمعنا السعودي فلعلها سعودية جديدة غرسها في ذهنك ( بياع الكنافة ) شاكر النابلسي .. وفق المعايير الكنافية والبرازق الحلبية لبعض كتَّاب صحفنا المحلية . ثالث عشر : رجعتَ تقول : أنزل للشارع أو السوق فيبادرني الكثير بالسلام والرضى عما أطرح ؟؟!! سبحان الله !! حتى بين السؤالين المتجاورين لا يكاد يغيب التناقض !! دعك من التناقض المتكرر بين أول الكلام وآخره وظاهره وباطنه خاصة إذا طال الحوار !! سبحان الله !! مجتمع يفرح بهجائك وقلة يناصرونك وإذا خرجت للشارع أخذك الكثير منهم بالأحضان ؟؟؟!!! . رابع عشر : كنت تسأل الله تعالى أن يرضى عنك بعد أن أوقعك إبليس – حسبي الله عليه - في وهْم الرضى عن النفس وقد ذكرني هذا بقوله تعالى : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ... ) . خامس عشر : حاول الصحفي ( السبقي ) أن ينتزع منك اعترافا بأنك كنت ( سروريا ) حين كنت مراسلا للبيان في أفغانستان ، لكنك كنت ذكيا فلم تكن طُعما سهلا له ... لكنك ربما تكون طُعماً سهلا لي حين أقول لك : لقد اعترفت بأنك - ولا زلت - ابناً للتيار الديني ؟ فيا ترى !! تيار من يا جمال ؟ إن قلت التيار العام فلِمَ تقصره على نفسك وتخرج منه خصومك فتجعلهم حزبيين ؟ وإن قلت تيار الكهوف الذي تحن إليه حتى هذه الساعة وتتمنى أن يأتيك الموت وأنت في ردهات خشوعه فقد أوقعت نفسك في الحرج .. فأيهما تختار ؟ والكرامة أن يعافيك الله من كل تيار حزبي سروري كان أو إخواني أو تبليغي أو جامي أو قطبي أو ( خرطي ) أو شيوعي أو علماني أو ليبرالي أو حداثي أو تخليطي أو... أو ... ألا قبحها الله من مصطلحات حين يراد منها تقزيم الإسلام وتفكيك أوصاله أو خلطه في ( المولينكس ) بالقيم الغربية الفاسدة وصرف الناس عن منهج سلف الأمة الكرام . سادس عشر : ضحكتُ كثيرا يا أخي جمال حين ذكرتَ أن الليبرالية لا تقوم إلا في مجتمع يفصل بين الدين والحكم ، وكأنك نسيت أن شذاذ الإعلام يحملون هذه الرؤية الخليط من أفكار العلمانية والليبرالية والحداثية والإسلمريكية بمباركة من سدنتها الذين كنا – فيما سلف - نعرفهم في لحن القول ، وقد بتنا اليوم نعرفهم بسيماهم من جهة وفي لحن القول وصريحه من جهة أخرى ، وكأنك لم تقرأ مؤخرا ما ذكره الأستاذ سعيد السريحي بكل شجاعة حين شهد من على منبر ( سبق ) بأنهم تستروا على الحداثيين السعوديين ( الملاحدة ) في الثمانينات الميلادية .. لاحظ قوله ( السعوديين الملاحدة ) بعد أن تسللوا إلينا بمصطلحات مضللة كقولهم : ( الانطباعيين ) وهي ورب البيت أشبه بتمرير الليبراليين أطروحاتهم تحت مسمى ( التنويريين ) قلتُ : ألا ما أشبه ( ليلة ) الثمانينات ب ( بارحة ) العشرة بعد الألفين الميلادية . سابع عشر : تزيدني إجاباتك قناعة بأنك تستعجل في الطرح فالمقال الواحد لا يأخذ منك سوى نصف ساعة كما تقول ، وهو ما يجعل أطروحاتك مليئة بالمتناقضات سواء كان فاصلها بالأشهر أو بالأيام أو حتى في المقال الواحد وإن شئت فقل بين سطرين متجاورين .. أما تمريرك للمقالات التي يكتبها أهل الأهواء ضد العقيدة والوطن فلعل ( بَلاك من البيري بْلاك ) . ثامن عشر : اتهمتَ ( سبق ) بأنها لا تتردد في نشر معلومات غير صحيحة ( واللي بيته من زجاج - يا أستاذ جمال - لا يرمي بيوت الناس بالحجر ) صحيفتك وصفها سمو النائب الأول الأمير سلطان بأنها تبتكر الكذب ، ووصفها سمو النائب الثاني الأمير نايف بأنها تكتب ضد العقيدة والوطن ، ووصفها المجتمع بأوصاف كثيرة أترك حصرها لك ، خاصة أن معك ( بلاك بيري ) وقد تكون ذاكرته أوسع من الذاكرة الصحفية الاحترافية وضبطه أكثر .. أما ( سبق ) فقد بزت قريناتها من الصحف الورقية والإلكترونية ولربما كانت طواقمك في الوطن تتعامل مع ( سبق ) بعملية القص واللصق لعلها تلحق ب ( سبقها ) الصحفي المميز . وصحيفة سبق - على سعة جمهورها وسبق أخبارها وعمق مهنيتها وتطور احترافيتها - لم تتعرض للغرامة كما تعرضت له صحيفتك ولم تتعرض لاستهجان الناس كما تعرضت له صحيفتك ، فكيف سمحتْ لك نفسك بالمقارنة ؟! أما اتهامك ل ( سبق ) بقصور مسؤوليتها تجاه ما ينشر والإساءة للناس فأنا أشهد بأن صحيفتك رمت ( سبقاً ) بدائها وانسلت .. نسيتُ الآن : هل رمتها بدائها أم بدائك ؟ عافاني الله وإياك . تاسع عشر : قارنتَ - في التحرش بالنساء - بين المستشفيات وبين الأسواق والمساجد وحلقات التحفيظ ، والمقارنة هنا فيها غفلة ظاهرة – بل هي موطن للقهقهة - فليس العمل في المستشفى كالتسوق ، والإعلامي غير المحترف يدرك ذلك ، أما النكتة فادعاؤك التحرش في المساجد ؟! وسؤالي كيف يتم التحرش في المسجد يا أبا صلاح والنساء لهن مسجد منعزل عن الرجال ؟! ( لا يكون صحيفتك نشرت – في شهر إبريل - خبر إمامة ( حصَّوصة ) للرجال فتحرشوا بها .. أو اصطفت ( حلَّومة ) في أحد المساجد بجوار ( علاوي ) ملزقة الكعب بالكعب والمنكب بالمنكب فوقع التحرش .. أو لا يكون الإمام ( بلغوثة ) قام \" يبلتث \" الحريم في المسجد من وراء حجاب ) وقل مثل ذلك في حلقات التحفيظ ؟! . عشرين : أخي جمال : حين يسَّر الله لك صلاة التراويح في الليلة الأولى من رمضان مع الإمام هل وقفت عند قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون * وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون * وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون * الله يستهزىء بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ) ؟! هل تدبرت هذه الآيات الكريمات ثم سألت الله تعالى أن ينجيني وإياك من مسالك هؤلاء الذين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . وختاما : أخي جمال .. دعوت خصومك إلى كلمة سواء بينك وبينهم وها هم يجيبونك إليها ، بعد أن أشهدوا على ذلك الله ومن حضرها من الملائكة والناس .. إنها ( كلمة السواء ) التي فسرها الله تعالى بقوله :\" ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله ... ) فاتقِ الله تعالى في تحقيقها باحترام ثوابت الدين والوطن .. اتق الله فيما تقوم به من عمل إعلامي مخالف لشرع الله في المعتقد أو الفكر أو السلوك أو الخلق ، سواء كان هذا العمل ماضياً تندم عليه أو حاضراً تقلع عنه أو مستقبلاً تعزم على ألا تعود إليه ولا تنس أن ترد الحقوق المعنوية إلى أهلها بالتحلل من ظلم من جعلته غرضاً من إخوانك سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات . إنها دعوة ناصح مشفق يقول لك : ألله .. ألله يا جمال .. لا تروج للخرافة ولا تستهدف المؤسسات الشرعية ولا تستعدي الناس على العلماء ولا تنشر في برامجك الإعلامية الفضائية القادمة - إن لم يخترمك الموت قبل أن يأتيك عرشها – أقول : لا تنشر في برامجك تلك تبرج الجاهلية الأولى بكشف ما أوجب الله تعالى ستره وأجمعت عليه شرائع السماء كلها ناسخها ومنسوخها ، فإن هذه كلها من ثوابت المنكرات وطوام المقبوحات التي لا يقرها دين ولا تقبلها فطرة ولا تستسيغها مروءة ، ولا يصح لك يا أبا صلاح ولا لآل بيتك الإعلامي أن تتجاوزوها فهي جزء من الثوابت الشرعية والوطنية التي دعوتنا إليها ونحن نجيبك إليها طائعين مختارين ( ومن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما ) . اللهم اهدني وأخي جمال خاشقجي وإخواني المسلمين لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ، واصرف عنها سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت .. تباركت ربنا وتعاليت .