إخوتي قراء صحيفة الخرج اليوم هل يمكن للسفينة أن تسير بدون ربان؟ هل يستطيع ربان سفينة الوصول للهدف دون امتلاك لمهارات القيادة؟ إن الإجابة عن هذه التساؤلات سيقودك بلا شك إلى إدراك أهمية القيادة. القيادة حاجة ملحة لأي منظمة, فالمجتمعات البشرية لابد لها من قيادة مفكرة مخططة من الدرجة الأولى, تمتلك مهارات العمل الإداري على أسس علمية, قادرة على التحفيز ومتحمسة, تشيع روح الحماسة والحيوية إلى أعضاء المنظمة, تمتلك مهارات اتصال عالية, مطورة لذاتها وبيئة عملها المادية والبشرية. لذا عرّفت القيادة في العديد من الأدبيات بجمله واحدة"هي عملية تحريك الناس نحو الهدف". ومن هنا برزت الحاجة إلى قيادات من الطراز الأول، تخرج المنظمة من حالة التقزّم، وترتفع بها من درك الانحطاط إلى قمة التميز والإبداع؛ لأنها تصبغ المنظمة بوجهتها وتضفي عليها طابعها المميز. وفي هذا الإطار أجهد الفكر البشري في أي الجنسين أفضل قيادة؟ وأجدر على إدارة دفة المنظمات نحو أهدافها الرجل أم المرأة؟ واشتغلت الساحة الوظيفية بعقد المقارنة بين قيادة الجنسين فالبعض تركزت مناقشاته حول الفوارق الناجمة عن الطبيعة النفسية أو التركيبية لكل جنس,والبعض الآخر حول أثر عامل الجنس على طريقة أداء العمل, والتفكير, ونمط القيادة, والاتصال, والإدراك, والإشراف, والتقييم, وتقدير الذات وغير ذلك من الموضوعات المهمة في مجال الإدارة حديثا. أما فئة المثقفون فيقفون موقفا محايد من الآراء الشخصية ليخلصوا بنتائج نابعة من بحوث علمية, لذا اتجهت إحدى الباحثات السعوديات الدكتورة سارة المنقاش إلى إعداد دراسة حول الفروق بين نمط قيادة الجنسين عام 1428ه, إذ كان مجتمع الدراسة رؤوساء ورئيسات الأقسام بجامعة الملك سعود, وخلصت الدراسة إلى أن الإناث يمارسن نمط القيادة فوق الجماعة بنسبة أكبر من الذكور, بينما يمارس الذكور نمط القيادة مع الجماعة بنسبة أكبر من الإناث, وهذه الدراسة تعد الأولى من نوعها محليا. ومع ذلك فلكل قيادة جوانب ايجابية وأخرى سلبية مهما طغى جانب على الآخر, ومن هنا نشعر بالتفاؤل تجاه نتائج الدراسة وأهميتها كنقطة انطلاق للتطوير القيادي النسائي بتعزيز نقاط القوة ومعالجة نقاط الضعف وتطوير الذات من خلال تنمية المعارف والمهارات, مع التأكيد على أهمية التدريب الذاتي وتوظيف الذكاء الوجداني؛ لتذوب أمامها سلبيات القيادة النسائية ليكون المخرج قيادات نسائية على درجة عالية من التأهيل والممارسة, ونصنع من خلالها بيئات عمل ناجحة ذات جودة عالية تفوق التطلعات المستقبلية.