التعليم بإدارة نسائية !! خطوة جريئة حسمت النزاع بين الرجال والنساء في قيادة طائرة \" تعليم وتربية البنات \" في بلادنا , حين انتقلت المرأة من مقعد مساعد الطيار إلى مقعد الطيار نفسه ,وتسلمت القيادة وأمرت الطيار بالتنحي جانبا ! خطوة في طريق الحفاظ على خصوصية تعليم الفتاة وتعزيزها،واستكمال مسيرة التربية والتعليم للفتاة في بيئة تعليمية أنثوية تتيح لها المجال في الإبداع،ومنح النساء فرصة أكبر لقيادة العمل التربوي للبنات ، . طاقم الطائرة الأنثوي على ثقة أنهن مقبلات على النجاح في المهمة الفنية التعليمية التربوية , فليست المهمة جديدة عليهن ولا صعبة التحصل , ولكنهن قلقات من الأسلوب الإداري الذي سوف يتبع بين القيادات النسائية في الهرم الإداري المنحدر إلى الأسفل حتى يصل إلى مديرات المدارس والموظفات والمعلمات , فنجاح مهمتهن الضخمة بلا شك يعتمد على نمط القيادة الإداري الذي يدفع المحركات ! أشارت دراسة أكاديمية في جامعة الملك سعود إلى أن 44% من القيادات النسائية محل البحث يمارسن نمط إداري \" فوق الجماعة \" أي متعالي , ونسبة 47% من هن يمارسن نمط إداري \" مع الجماعة \" أي بالمشاركة الايجابية الفاعلة , بينما وصلت النسبة لدى القيادات الرجالية \" مع الجماعة \" إلى 74% وتقول الباحثة ( على الرغم من أن هذه الدراسة لا تعطي جوابا قاطعا عن النمط الممارس من قبل رؤساء الأقسام ووكيلاتهم يمكن تعميمه على جميع الذكور والإناث إلا أنها تعطي مؤشرا واضحا عن تأثير نوع الجنس في نمط القيادة الإدارية ) فالقيادة النسائية تتأثر بالخصائص الأنثوية ومنها العاطفة الجياشة , فمن طبيعة المرأة الشعور والتفاعل مع مشاكل و ظروف الآخرين , وربما تجاوزت بسببها المصلحة العامة , و بسبب هذه السمة قد تخفق المديرة في حسم القرارات ذات التأثير السلبي على البعض , ومن الطباع الأنثوية التوسع في المشورة والإغراق في المشاركة , وهذا بدوره يؤخر القرار الصحيح عن وقته المناسب , ومن طبيعتها الاهتمام بالتفاصيل والنظرة الآنية القصيرة , ومن طبيعتها المركزية والاعتماد على الذات ,وحب التملك , وعدم التفويض ,ومن طبيعتها التوسع في الحديث وصعوبة إيصال الفكرة باقتصاد . لهذه الأسباب ربما تحاول القيادات النسائية تقمص الدور التسلطي الاستبدادي لنفي الاتهام بتمييع القرارات والتفريط, فقد سجلت الدراسات الميدانية القيادات السعوديات أكثر استبدادية في إدارتهن من القياديين الرجال. وكذلك تبين من الواقع الفعلي حالات شاذة تتمثل في إعاقة ترقيات بعض العاملات والتقليل من جهودهن وإبراز شخصية المديرة في كل انجاز رغم أنه نتاج عمل جماعي , وبعض مديرات المدارس تضيق على المعلمات والموظفات في الإجازات أو ساعات العمل وتحميلهن فوق طاقتهن , وتتغافل عن الظروف الصحية وتخلق نوعا من الرعب والقلق للموظفات ,ولا تعمل على تطوير مهارات مرؤوسيها أو تحفيزهن , وتتعمد التصيد على المعلمات والانتقادات المستمرة وأن مديرات المدارس يمارسن الأسلوب الاستبدادي التقليدي في التعامل مع المعلمات والموظفات , مما تسبب في ارتفاع حالات التضجر والتسخط وعدم الرضا الوظيفي , وبالتالي إخفاق في العملية التعليمية والتربوية. القيادة النسائية قادرة على النهوض بالصرح التعليمي والتربوي الأنثوي إذا استطعن المديرات اكتساب الأنماط الإدارية الحديثة للتأثير في مرؤوساتهن والمعلمات وتوجيههن ودفعهن للعمل لتحقيق الأهداف التربوية وتدريبهن عمليا وتطبيقيا ومن خلال ورش العمل لممارسة كل أسلوب في الموقف المناسب, و إتاحة الفرصة لوجوه جديدة بالبحث عن من يملكن القدرة على التجديد والتطوير والقدرة على الابتكار والإبداع ، وبناء العلاقات الإنسانية المتوازنة بعيدا عن التسلط وفرض الرأي بالقوة . فؤاد العيسى