رمضان في سجن الخرج يتباشر الناس عندما يهل عليهم شهر البركة والرحمة والمغفرة ، فيباركون لبعضهم ان بلغهم الله هذا الشهر لما فيه من الفضائل ، ولاجتماع الاهل والاقارب والاصدقاء ، فذاك يزور هذا ، وذاك يرسل رسالة جوال ، او ايميل ، فرحا بهذا الشهر الفضيل . بينما يقبع هناك خلف القضبان ، وجدران الزنازين ، وابواب العنابر بعضا منا ، وجزءا لا يتجزأ من انفسنا ، هم اخواننا واولادنا واباءنا وجيراننا ، رمتهم ارادة الله ، ثم ضعفهم امام النفس والهوى فأردتهم في سجن مظلم مهما اضيئت انواره ، وسجن متسخ مهما لمعت ارضيته ، وسجن ضيق مهما اتسعت ممراته وحجراته ، لا طعم للأكل ولا للشراب رغم توفره ، ولا هناء وراحة في النوم ، فالمسجون حتى لو ضحك فهو حزين ، وحتى لو التقى بزواره فهو وحيد ، ليله طويل ونهاره أطول ، فكيف يكون يومه في رمضان؟ وقبل ان اجيب اذكر اننا جميعا عرضة للخطأ والزلل ، ولا ندري ما تخبأ لنا المقادير ، فواجب علينا اللجوء الى الله وطلب الحفظ منه وحده ، كما لا ننسى اخواننا المساجين من الدعاء والزيارة ووصل ذويهم والوقوف بجانب من لا ذنب له من زوجة او اطفال او والدين . اما سجن الخرج فبعد كل ما ذكرت من اقبح الأوصاف للسجن الا ان الله قد قيض للسجناء عندنا نورا يضيئ ظلمتهم ، ومنقذا ينتشلهم من فيضان الضياع ، فادارة السجن بقيادة العقيد ابراهيم بن محمد الزعاقي ومساعده والاخوة في قسم الشئون الدينية والمشائخ والدعاة المتعاونين معهم يقدمون لهم ما لا يخطر على بال من محاضرات عن طريق استضافة مشايخ ودعاة متخصصين بالسجون ، وتقديم المسابقات والالعاب الرياضية والترويحية ،وكذلك الاستفادة من التقنية الحديثة في مشاهدة الوسائط المتعددة وغيرها ، وهذا ليس اطراءا ، اومدحا فليس لي عندهم حاجة امدحهم من اجلها ، وليست برامج للصيت وللتقارير ومجرد وظيفة ، فأغلبهم محتسبين ، ولقد ألتفيت من خلال زياراتي للسجن بسجناء احتقرت نفسي بجانبهم ، وكان هناك توجيه بعدم تصوير المساجين مراعاة لشعورهم ، كما كان هناك مدعون من الدعاة من خارج السجن فكنت لا أفرق بينهم شكلا الا بسؤال الاخوة المسئولين ، وقد رأيت من يدعو لله ، ومن يخطب الجمعة في السجن ، ويلقي الكلمات عقب الصلوات ، ومن أسلم على يديه 7 داخل سجن الخرج ، فللقائمين عليهم منا اجزل الشكر وأكمله ، ونسأل الله أن يجعله في موازين حسناتهم . وأنت أخي "النزيل" كما يسمونك في السجن تقدير واحتراما لشعورك اجعل من هذه التجربة فائدة ، فالدنيا لم تنتهي ، ولعل الله منعك في السجن من شر كان واقعا بك السجن ارحم منه ، ولا تقل "اللي رجله في النار..." فأنا اقدر شعورك لكن اختم بذكر نموذجين الاول خرج من السجن اسوء مما كان ، والآخر خرج شخصا آخر تكاد لا تعرفه وفتحت له الدنيا اذرعها له ، فهذا موجود وذاك موجود ، فاختر انت لنفسك من تكون . سعود بن عبدالله الضحوك [email protected] السوالف السابقة : نحمد الله .. أن بلغنا رمضان بالشكر تدوم النعم يسلم راسك .. يا بو متعب أول جمعة في رمضان نحن مع القرآن .. في ومضان رحلت ... يا أبا يارا وقفة مع فيضانات باكستان نساؤنا وشبابنا مع صلاة التراويح لحظة قبيل اذان المغرب رومانسية رمضانية بين الزوجين .. في رمضان وقفة بعد مرور العشر الأولى مبروك .. فاز الشيطان عليك يا قاطع موفقون في شهر الصوم الله يهديه نورّت يا أمير اسئلة في منتصف الشهر أزمة شكر وتقدير